هل تعلم أن محمد مهدي الجواهري (1900 1997) أحد أهم شعراء العرب المعاصرين. ولد في النجف بالعراق، وتوفي في مدينة دمشق (منفاه الاختياري) ودفن في السيدة زينب. عمل بالصحافة العراقية لمدة طويلة متنقلاً بين عدد من الجرائد والمجلات واختير نقيباً للصحافيين العراقيين حتى عام 1968. بدأ الغربة مبكراً وذلك من عام 1961 أيام عبد الكريم قاسم فذهب إلى براغ وبعد تنقل مستمر بين عدد من البلدان العربية، استقر في دمشق الشام حيث لقي العناية والاهتمام بعد ما قال فيها أجمل قصائده. ولقد كُرم فمنح وسام الاستحقاق من الرئيس السوري حافظ الأسد. كما كُرم بعد وفاته فسمي أكثر من شارع باسمه في سوريا. أهم مؤلفاته ديوانه الشعري بخمس مجلدات، بين الشعور والعاطفة، القلق، بريد العودة.
هل تعلم أن الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي قد أسقطت عنه الجنسية العراقية وسحب جواز سفره من عام 1963 1968. فمنحته ثلاث دول عربية أخرى جنسيتها وأعطته جوازات سفر أحدها دبلوماسي ولكنه لم يستعمله، وفي عام 1968 أعيدت إليه جنسيته وجواز سفره وعاد إلى العراق عام 1971 فعين مستشاراً ثقافياً في وزارة الثقافة والإعلام في بغداد. توفي في عام 1999. أهم مؤلفاته الشعرية: ملائكة وشياطين، المجد للأطفال والزيتون، أشعار في المنفى، كلمات لا تموت.
هل تعلم أن الكاتبة المعروفة ببنت الشاطىء هي عائشة عبد الرحمن. ولدت في دمياط بمصر عام 1913 وتوفيت عام 1998 م. تنقلت بين الوظائف والمناصب فعينت معيدة في كلية الآداب بجامعة القاهرة 1939 1942. ثم مفتشة اللغة العربية في وزارة التعليم العالي. ثم عينت أستاذة كرسي ورئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية في كلية الآداب بجامعة عين شمس 1962 1972. فأستاذة منتدبة للإشراف على بحوث الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر سنة 1968. من مؤلفاتها العديدة: تراجم سيدات النبوة، التفسير البياني للقرآن الكريم، مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء المعري، الخنساء، معجم المحكم لابن سيده.
هل تعلم أن الكاتب المصري الشهير يوسف ادريس (1927 1991)قد انضم في عام 1961 إلى الثورة الجزائرية والتحق بالثوار في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر اصيب خلالها بجرح. وقد أهداه الجزائريون وسام الجمهورية اعراباً عن تقديرهم لجهوده وتضحياته في سبيل الأرض الجزائرية.
وفي عام 1963 حصل على وسام الجمهورية من عبد الناصر واعترف به ككاتب من أهم كتاب عصره. ومع ذلك فقد ثابر على التعبير عن رأيه بصراحة فانتقد في مسرحيته «المخططين» نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية في القاهرة. وفي عام 1972 اختفى من الساحة العامة على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي زمن السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب تشرين 1973 عندما أصبح أحد أهم كتاب جريدة الأهرام. من مؤلفاته: أرخص الليالي، حادثة شرف، العسكري الأسود، بيت من لحم.
هل تعلم أن الشاعر عمر أبو ريشة كان من كبار شعراء الثورات العربية ضد الاحتلالات الأجنبية لبلاد العرب. وهو من مواليد منبج قرب حلب عام 1910 وتوفي في السعودية عام 1990 قضى طفولته في حلب ثم انتقل إلى بيروت لإكمال دراسته في الجامعة الأميركية، ثم سافر إلى مانشستر في بريطنيا لإكمال دراسته في صناعة النسيج. إلا أن حبه الكبير للشعر طغى على كل اهتماماته الأخرى. انضم إلى الشباب الوطني التابع لحزب الكتلة الوطنية التي كانت تسعى لتحرير سوريا من الانتداب الفرنسي. وتأثر بالروح القومية العربية، وقد ظهر ذلك في قصائده المعروفة برثاء إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري وسعيد العاص أمضى الشاعر بقية حياته في بيروت وتزوج وأنجب فيها. من أعماله: ديوانه الشعري، مختارات، من وحي المرأة.
هل تعلم أن الشاعر الفلسطيني توفيق أمين زياد هو عضو في الكنيست الاسرائيلي (مجلس النواب) منذ العام 1974 وحتى وفاته في عام 1994 م. وكان زياد عضو في المجلس المركزي للحزب الشيوعي الفلسطيني، وعضو سكرتارية اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية في الكيان الصهيوني، ومحرر مجلة الجديد الأدبي ارتبطت كتاباته الشعرية والأدبية بعمله السياسي من أهم مؤلفاته الشعرية: أشد على أياديكم، ادفنوا أمواتكم وانهضوا، كلمات من مقاتلة، اغنيات الثورة والغضب.
هل تعلم أن المحلل السياسي الياس الديري هو روائي أديب عمل صحافياً في مدينة طرابلس بلبنان، ثم رأس تحرير النهار الدولي، وهو عضو نقابة المحررين وعضو نادي القصة منذ عام 1960. والديري من مواليد دده (الكورة) شمال لبنان عام 1937. درس في مدارس طرابلس. وهو الآن يعمل كمحلل سياسي لإذاعة الشرق في باريس. من مؤلفاته القصصية: الرجل الأخير، جدار الصمت، الفارسي القتيل يترجل.
هل تعلم أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش طلب العودة إلى منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا إلا أن السلطات الاسرائيلية رفضت السماح له بذلك. والشاعر درويش يعتبر من فعاليات الثورة الفلسطينية بكتاباته الشعرية الغزيرة وهو شاعر وصحافي. كان محرراً بجريدة الاتحاد حتى عام 1982 وفي مجلة شؤون فلسطينية في بيروت. اعتقل ثلاث مرات ثم اختار القاهرة لتكون منفى له في عام 1971 ثم انتقل إلى بيروت حتى عام 1982 قبل الاجتياح الاسرائيلي، حيث انتقل إلى قبرص وصار هناك رئيس تحرير مجلة الكرمل. اختير رئيساً لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينين في عام 1987. من مؤلفاته الشعرية: عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، أحد عشر كوكباً عابرون في كلام عابر، الرسائل.
هل تعلم أن الكاتب المصري توفيق الحكيم نال أرفع وسام في مصر وهو وسام قلادة الجمهورية، كما نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب وقد اختير مندوب الجمهورية العربية المتحدة في اليونسكو. وتوفيق الحكيم (1902 1987 م) يعتبر من رواد كتاب القصص والروايات في مصر والعالم العربي. وقد بدأ حياته الصحافية في أخبار اليوم ثم في الأهرام. وهو حائز على ليسانس الحقوق من مدرسة الحقوق بالقاهرة. من مؤلفاته العديدة: مسرحية أهل الكهف، مسرحية أهل الفن، مسرحية شهرزاد، رصاصة في القلب، أشواك السلام، عودة الروح، القصر المسحور، عصفور من الشرق.
هل تعلم أن الأديب المصري طه حسين (1889 1973)أصيب بالرمد في عينيه وهو في الثانية من عمره فعمي تماماً، وهو أول من نال من الجامعة المصرية أول شهادة دكتوراه وذلك في عام 1914. ثم انتقل إلى جامعة السوربون بفرنسا حيث نال من هناك أيضاً شهادة الدكتوراه. عين عميداً لكلية الآداب (وسمي منذ ذلك الوقت عميد الأدب العربي). ثم عين رئيساً مؤقتاً لجامعة فاروق الأولى. فأول مدير لجامعة الاسكندرية. عين وزيراً للمعارف من عام 1950 حتى عام 1952 فأقر مجانية التعليم الثانوي وأنشأ جامعة عين شمس. وكان أول من نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 1958. كما منح من هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان وتلقاها قبل موته بيوم واحد. من مؤلفاته الكثيرة: قارة الفكر، في الشعر الجاهلي، على هامش السيرة، مع المتنبي، فصول في الأدب والنقد، حديث الأربعاء.
هل تعلم أن أبا فراس الحمداني هو أمير وشاعر وفارس. وهو ابن عم سيف الدولة. كان الصاحب بن عباد يقول: بدىء الشعر بملك وختم بملك يعني امرؤ القيس وأبا فراس وله وقائع كثيرة، قاتل فيها بين يدي سيف الدولة. وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبجاً وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج (بين حلب والفرات) ويتنقل في بلاد الشام. وجرح في معركة مع الروم، فأسروه (سنة 351 ه) وعُرف شعره في الأسر بالروميات. وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة. قال الذهبي: كانت له منبج. وتملك حمص، وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر.
هل تعلم أن المنفلوطي واسمه مصطفى لطفي بن محمد لطفي نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه. له شعر جيد فيه رقة وعذوبة. ولد في منفلوط (من مدن الوجه القبلي بمصر) من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم، نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف. وتعلم في الأزهر، واتصل بالشيخ «محمد عبده» اتصالاً وثيقاً، وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفره، وكان على خلاف مع محمد عبده، مطلعها:
«قدوم ولكن لا أقول سعيد
وعود ولكن لا أقول حميد»
وابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة «المؤيد» من المقالات الأسبوعية تحت عنوان «النظرات» وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف (سنة 1909) ووزارة الحقانية (1910) وسكرتارية الجمعية التشريعية (1913) وأخيراً في سكرتارية مجلس النواب، واستمر إلى أن توفي. له من الكتب «النظرات ط» و«في سبيل التاج ط» و«العبرات ط».
هل تعلم أن سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله هو السبط الشهيد، وفي الحديث: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ولد في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين. وهو الذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين. وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهراً، ودعاه إلى الكوفة أشياعه (وأشياع أبيه وأخيه من قبله) فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيىء للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة في مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشاً اعترضه في كربلاء (بالعراق قرب الكوفة) فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقتله سنان بن أنس النخعي (وقيل الشمر بن ذي الجوشن) وأرسل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى دمشق (عاصمة الأمويين) فأظهر يزيد الحزن عليه. واختلفوا في الموضع الذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجثة، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. وكان مقتله (رضي الله عنه) يوم الجمعة العاشر من محرم، وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة.
هل تعلم أن الزيات وهو أحمد بن حسن الزيات: صاحب «الرسالة». أديب من كبار الكتاب المصريين. ولد بقرية كفر دميرة القديم، في طلخا، ودخل الأزهر قبل الثالثة عشرة، وفصل قبل إتمام دراسته. وعمل في التدريس الأهلي. فعلّم العربية في مدرسة «الفرير» نحو سبع سنوات. وتعلم مدة في مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة. ودرّس الأدب العربي في المدرسة الأميركية بالقاهرة (1922) ثم في دار المعلمين العليا ببغداد (1929) وأقام ثلاث سنوات صنف فيها كتابه «العراق كما عرفته» واحترق الكتاب قبل نشره. وعاد إلى القاهرة، فأصدر مجلة «الرسالة» سنة (1933 1953) ثم إلى جانبها «الرواية» وأغلقهما. وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعين في المجلس الأعلى للأداب والفنون. وكان قبل ذلك من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. ونال جائزة الدولة التقديرية (سنة 62) ثم أعاد إصدار مجلة الرسالة سنة (63) ولكن لم تكن لها مكانتها الأولى، فاحتجبت وانقطع إلى تحرير «مجلة الأزهر» سنة 1372 1374 ه، وتوفي بالقاهرة. وحمل إلى قريته فدفن فيها. وأول ما علت به شهرته، كتاب «تاريخ الأدب العربي ط) ثم كان من كتبه المطبوعة «دفاع عن البلاغة» و«وحي الرسالة» أربعة أجزاء، و«أصول الأدب» و«في ضوء الرسالة».
هل تعلم أن خير الدين «باشا» التونسي الوزير والمؤرخ هو من رجال الإصلاح الإسلامي وهو شركسي الأصل. قدم صغيراً إلى تونس، فاتصل بصاحبها (الباي أحمد) وأثرى، وتعلم بعض اللغات وتقلد مناصب عالية آخرها الوزارة. وبسعيه أعلن دستور المملكة التونسية سنة 1284 ه 1867 م، ولكنه ظل حبراً على ورق. وفي سنة 1294 ه 1877 م أبعد عن الوزارة، فخرج إلى الاستانة وتقرب من السلطان عبد الحميد العثماني فولاه الصدارة العظمى (سنة 1295 ه) فحاول إصلاح الأمور، فأعياه، فاستقال (سنة 1296 ه) ونصب «عضواً» في مجلس الأعيان، فاستمر إلى أن توفي بالاستانة. له «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ط».
هل تعلم أن نفطويه واسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: هو إمام في النحو. وكان فقيهاً، رأساً في مذهب داود، مسنداً في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلم يكن يعتني بإصلاح نفسه. وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب «سيبويه» في النحو فلقبوه «نفطويه» ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر.
هل تعلم أن نفطويه واسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: هو إمام في النحو. وكان فقيهاً، رأساً في مذهب داود، مسنداً في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلم يكن يعتني بإصلاح نفسه. وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب «سيبويه» في النحو فلقبوه «نفطويه» ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر.
هل تعلم أن ابن رشد الأندلسي أبو الوليد:الفيلسوف. من أهل قرطبة. يسميه الإفرنج (Averroès) عني بكلام أرسطو وترجمه إلى العربية، وزاد عليه زيادات كثيرة. وصنف نحو خمسين كتاباً، منها «فلسفة ابن رشد ط» وتسميته حديثة وهو يشمل بعض مصنفاته، و«التحصيل» في اختلاف مذاهب العلماء، و«الحيوان» و«فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ط» و«الضروري» في المنطق، و«منهاج الأدلة» في الأصول، و«المسائل خ» في الحكمة، و«تهافت التهافت ط» في الرد على الغزالي، و«بداية المجتهد ونهاية المقتصد ط» في الفقه، و«جوامع كتب أرسطاطاليس خ» في الطبيعيات والإلهيات، و«تلخيص كتب أرسطو خ» و«علم ما بعد الطبيعة ط» و«الكليات ط» بالتصوير الشمسي، في الطب، ترجم إلى اللاتينية والإسبانية والعبرية، و«شرح أرجوزة ابن سينا خ» في الطب، ورسالة في «حركة الفلك». وكان دمث الأخلاق، حسن الرأي. عرف المنصور (المؤمني) قدره فأجله وقدمه. واتهمه خصومه بالزندقة والإلحاد، فأوغروا عليه صدر المنصور، فنفاه إلى مراكش، وأحرق بعض كتبه، ثم رضي عنه وأذن له بالعودة إلى وطنه، فعاجلته الوفاة بمراكش. ونقلت جثته إلى قرطبة. قال ابن الأبار: كان يُفزع إلى فتواه في الطب كما يفزع إلى فتواه في الفقه.
هل تعلم أن العالم ابن خلدون هو واضع علم الاجتماع وهو من ولد وائل بن حجر: فيلسوف مؤرخ، وعالم اجتماعي وباحث. أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس. رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس. ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق. وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزي بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده. وعزل، وأعيد. وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية. ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلتقيه، وأجلسه في مجلسه. اشتهر بكتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ط» في سبعة مجلدات، أولها «المقدمة» وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منها إلى الفرنسية وغيرها. وختم «العبر» بفصل عنوانه «التعريف بابن خلدون» ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل من أحداث زمنه. ومن كتبه «شرح البردة» وكتاب في «الحساب» ورسالة في «المنطق» و«شفاء السائل لتهذيب المسائل ط».
هل تعلم أن الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد الله هو إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. مولده ووفاته في المدينة. كان صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراء والملوك، وشي به إلى جعفر عم المنصور العباسي، فضربه سياطاً انخلعت لها كتفه. ووجه إليه الرشيد العباسي ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى؛ فقصد الرشيد منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدثه. وسأله المنصور أن يضع كتاباً للناس يحملهم على العمل به، فصنف «الموطأ ط». وله رسالة في «الوعظ ط» وكتاب في «المسائل خ» ورسالة في «الرد على القدرية» وكتاب في «النجوم» و«تفسير غريب القرآن» وأخباره كثيرة.
هل تعلم أن الإمام الشافعي واسمه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. وإليه تنسب الشافعية كافة. ولد في غزة (بفلسطين) وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين. وزار بغداد مرتين. وقصد مصر سنة 199ه وتوفي فيها، وقبره معروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت. وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منة. وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقه والحديث، وأفتى وهو ابن عشرين سنة. وكان ذكياً مفرطاً في الذكاء. له تصانيف كثيرة، أشهرها كتاب «الأم ط» في الفقه، سبع مجلدات، ومن كتبه «المسند ط» في الحديث، و«أحكام القرآن ط» و«السنن ط» و«الرسالة ط» في أصول الفقه، و«اختلاف الحديث ط» و«السبق والرمي» و«فضائل قريش» و«أدب القاضي» و«المواريث».
هل تعلم أن أصل سلمان الفارسي من مجوس أصبهان. عاش عمراً طويلاً، واختلفوا فيما كان يسمى به في بلاده. وقالوا: نشأ في قرية جيان، ورحل إلى الشام، فالموصل، فنصيبين، فعمورية: وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، وقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه؛ فاشتراه رجل من قريظة فجاء به إلى المدينة. وعلم سلمان بخبر الإسلام، فقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقباء وسمع كلامه، ولازمه أياماً. وأبى أن «يتحرر» بالإسلام، فأعانه المسلمون على شراء نفسه من صاحبه. فأظهر إسلامه. وكان قوي الجسم، صحيح الرأي، عالماً بالشرائع وغيرها. وهو الذي دل المسلمين على حفر الخندق، في غزوة الأحزاب، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار، كلاهما يقول: سلمان منا، فقال رسول الله: سلمان منا أهل البيت، وسئل عنه علي فقال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً لا ينزف. وجعل أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به. ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده. له في كتب الحديث 60 حديثاً.
هل تعلم أن شجرة الدر الصالحية، أم خليل، الملقبة ب عصمة الدين: ملكة مصر أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب. اشتراها في أيام أبيه، وحظيت عنده، وولدت له ابنه خليلاً، فأعتقها وتزوجها، فكانت معه في البلاد الشامية، لما كان مستولياً على الشام، مدة طويلة. ثم لما انتقل إلى مصر وتولى السلطنة، كانت في بعض الأحيان تدير أمور الدولة عند غيابه في الغزوات. وكانت ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، لها معرفة تامة بأحوال المملكة، وقد نالت من العز والرفعة ما لم تنله امرأة قبلها ولا بعدها ويسميها سبط ابن الجوزي «شجرة الدر» ويقول: «كانت تكتب خطاً يشبه خط الملك الصالح، فكانت تعلم على التواقيع» ولما توفي الملك الصالح (سنة 647 ه) بالمنصورة، والمعارك ناشبة بين جيشه والإفرنج، كانت عنده فأخفت خبر موته، واستمر كل شيء كما كان: السماط يمد كل يوم، والأمراء في الخدمة، وهي تقول: السلطان مريض ما يصل أحد إليه. وأرسلت بعض رجالها إلى ابنه «تورنشاه» وكان في حصن حيفا، فحضر. وحين علمت بوصوله إلى القدس في طريقه انتقلت هي إلى القاهرة، فبعث يهددها، ويطلب المال والجواهر، فخافت شره. واستوحش منه بعض المماليك فقتلوه. وتقدمت للملك، فخطب لها على المنابر، وضربت السكة باسمها، وأقامت عز الدين أيبك الصالحي، وزير زوجها، وزيراً لها. وكان علامتها على المراسيم «أم خليل» وعلى السكة «المستعصمية الصالحية، مكلة المسلمين، والدة الملك المنصور خليل أمير المؤمنين» ولم يستقر أمرها غير ثمانين يوماً، وخرجت الشام عن طاعتها، فتزوجت بوزيرها «عز الدين» وتنازلت له عن السلطنة، واحتفظت بالسيطرة عليه. فطلق زوجته الأولى «أم علي» وتلقب بالملك المعز. ثم أراد أن يتزوج عليها، فأمرت مماليكها فقتلوه خنقاً بالحمام. وعلم ابنه «علي» بالأمر، فقبض عليها، وسلمها إلى أمه، فأمرت جواريها أن يقتلنها بالقباقيب والنعال فضربنها حتى ماتت.
هل تعلم أن أحمد عرابي بن محمد عرابي: زعيم مصري، ممن تركت لهم الحوادث ذكراً في تاريخ مصر الحديث. ولد في قرية «هرية رزنة» من قرى الزقازيق بمصر، وجاور في الأزهر سنتين ثم انتظم جندياً في الجيش سنة 1271 ه وبلغ رتبة «أميرالاي» في أيام الخديوي توفيق. وفي أوائل سنة 1298 ه استفحل أمر الشراكسة بمصر، وهم ناظر الجهادية «عثمان رفقي باشا الشركسي» بتنحية فريق من الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عدد من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابي للمطالبة بمواد اتفقوا عليها، منها: عزل عثمان رفقي من الجهادية، وتأليف مجلس نواب. فرفع عرابي الأمر إلى رئيس النظار «رياض باشا» فأهمله إلى أن انعقد المجلس برئاسة الخديوي وقرر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه، فقبض عليهم، فهاج الضباط الوطنيون وأقبل بعضهم بجنودهم فأحدقوا بديوان الجهادية (الحربية) وأخرجوا المعتقلين عرابي ورفيقيه وفر عثمان رفقي ورجاله إلى قصر عابدين، ثم صدر الأمر بعزل عثمان رفقي من نظارة الجهادية وتولية «محمود سامي باشا البارودي» فأقام مدة يسيرة وعزل، وعاد عرابي وأصحابه إلى هياجهم، فانحلت وزارة رياض باشا. وتألفت ثانية برئاسة شريف باشا أعيد فيها محمود سامي إلى نظارة الجهادية وجعل عرابي وكيلاً للجهادية فيها، وأنعم عليه برتبة اللواء «باشا» وأجيب إخوانه إلى بعض مطالبهم. وتتابعت الحوادث فسقطت هذه الوزارة وخلفتها وزارة برئاسة محمود سامي باشا جعل عرابي ناظراً للجهادية فيها، ثم استقالت. ولم ير الخديوي مندوحة عن إعادة عرابي إلى الجهادية، فاستبقاه وظلت مصر بلا وزارة إلى أن تألفت وزارة راغب باشا ووقعت المذبحة في الاسكندرية وضربها الانكليز (1299 ه 1882 م) واستولوا على التل الكبير بعد معارك ودخلوا القاهرة فحلوا الجيش المصري ونفوا عرابي باشا إلى جزيرة سيلان (1300 ه 1882 م) حيث مكث 19 عاماً. وأطلق في أيام الخديوي عباس سنة 1319 فعاد إلى مصر وتوفي بالقاهرة.
هل تعلم أن الفرزدق واسمه همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، الشهير ب الفرزدق: شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس. يشبه بزهير بن أبي سلمى. وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه ؛ وكان أبوه من الأجواد الأشراف وكذلك جده. وفي شرح نهج البلاغة: كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراء إلا قاعداً، وأراد سليمان بن عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم، فأذن له بالجلوس. ولقب ب الفرزدق، لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة وأخباره كثيرة.
هل تعلم أن أبو نواس واسمه الحسن بن هانىء بن عبد الأول بن صباح: هو شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز (من بلاد خوزستان) ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها الخصيب، وعاد إلى بغداد فأقام إلى أن توفي فيها. كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه. وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، من الجند، من رجال مروان بن محمد، انتقل إلى الأهواز فتزوج امرأة من أهلها اسمها جلبان فولدت له ولدين أحدهما أبو نواس. قال الجاحظ: ما رأيت رجلاً أعلم باللغة ولا أفصح لهجة من أبي نواس. وقال أبو عبيدة: كان أبو نواس للمحدثين كامرؤ القيس للمتقدمين. وأنشد له النظام شعراً ثم قال: هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه. وقال كلثوم العتابي: لو أدرك أبو نواس الجاهلية ما فضل عليه أحد. وقال الإمام الشافعي: لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم. وحكى أبو نواس عن نفسه فقال: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب. فما ظنك بالرجال؟ وهو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية. وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته. له «ديوان شعر ط» وديوان آخر سمي «الفكاهة والائتناس في مجون أبي نواس ط».
هل تعلم أن هارون (الرشيد) العباسي، هو خامس خلفاء الدولة العباسية . نشأ في دار الخلافة ببغداد. وولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة إيريني Irène وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث بها إلى خزانة الخليفة في كل عام. وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي (سنة 170 ه) فقام بأعبائها، وازدهرت الدولة في أيامه. واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسا كارلوس الكبير الملقب بشارلمان (Charlemagne) فكانا يتهاديان التحف. وكان الرشيد عالماً بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه، فصيحاً، شجاعاً كثير الغزوات، يلقب بجبار بني العباس، حازماً كريماً متواضعاً، يحج سنة ويغزو سنة، لم ير خليفة أجود منه، ولم يجتمع على باب خليفة ما اجتمع على بابه من العلماء والشعراء والكتاب والندماء. وكان يطوف أكثر الليالي متنكراً. له وقائع كثيرة مع ملوك الروم، واستمرت جزيتهم تحمل إليه من القسطنطينية طول حياته. استمرت ولايته 23 سنة وشهرين وأيام. توفي في «سناباذ» من قرى طوس، وبها قبره.
هل تعلم أن محمد بن هارون الرشيد المعتصم بالله العباسي هو خليفة من أعاظم خلفاء هذه الدولة. بويع بالخلافة سنة 218 ه، يوم وفاة أخيه المأمون، وبعهد منه، وكان بطرطوس. وعاد إلى بغداد بعد سبعة أسابيع في (السنة نفسها). وكان قوي الساعد، يكسر زند الرجل بين أصبعيه، ولا تعمل في جسمه الأسنان. وهو فاتح عمورية Hmorium «من بلاد الروم الشرقية»، في خبر مشهور، وهو باني مدينة سامرا (سنة 222) حين ضاقت بغداد بجنده. وهو أول من أضاف إلى اسمه اسم الله تعالى، من الخلفاء، فقيل «المعتصم بالله» وكان لين العريكة رضي الخلق، اتسع ملكه جداً. وكان له سبعون ألف مملوك. خلافته 8 سنين و8 أشهر، وخلف 8 بنين و8 بنات، وعمره 48 سنة. توفي بسامرا.