محمد فوزي رحل ولكن مازال في القلوب

محمد فوزي رحل ولكن مازال في القلوب




فنان مصري شامل تمكن بأدائه التمثيلي البسيط من أن يقتحم قلوب الملايين في أنحاء الوطن العربي، عرف محمد فوزي كملحن، ومطرب ،وممثل ،ومنتج برع في هذه المجالات جميعاً ولم تأخذ واحدة منهم من الأخرى بل من الممكن أن تكون قد أضافت عليها، تميزت شخصية محمد فوزي بخفة الظل بالإضافة لوسامته التي جعلت منه بطل متألق في العديد من الأعمال الفنية .

انتقل فوزي بالأغنية العربية إلى مرحلة جديدة أكثر انطلاقاً، فتميزت أغانيه عن غيره من المطربين في هذا العصر فقدم الأغنية الخفيفة والأغنية الرومانسية العاطفية وأغاني الأطفال ونالت هذه الأغاني جميعاً إعجاب قطاع عريض من الجمهور المصري والعربي، كما تميزت ألحانه التي قدمها لعدد من المطربين عن غيرها، شاركه التمثيل العديد من الفنانات المتميزات واللاتي كن من أشهر النجوم في هذه الفترة نذكر منهم صباح، مديحة يسرى، ليلى مراد، فاتن حمامة، ليلى فوزي.




النشأة

ولد محمد فوزي في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1918م بكفر الجندي وهي بلدة قريبة من مدينة طنطا بمصر، وهو أخ لعدد كبير من الأشقاء يبلغ عددهم 24 شقيق يعد من أشهرهم الفنانة هدى سلطان ،والتي تصغر محمد بعدد من السنوات ،وتمكنت من تحقيق نجاحها ورصيدها الفني الخاص، ويرجع العدد الكبير في الأشقاء نظراً لزواج والده من ثلاث سيدات.

تلقى محمد فوزي تعليمه في مدارس طنطا، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية التحق بمعهد الموسيقى العربية.


البداية الفنية

عشق محمد الفن منذ الصغر فكان يغني بالحفلات المدرسية، وكان التحاقه بمعهد الموسيقى العربية إحدى الخطوات الجادة في مشواره الفني، انضم محمد بعد تخرجه من المعهد إلى فرقة بديعة مصابني، ثم انتقل منها إلى فرقة فاطمة رشدي حيث قام بتلحين العديد من المسرحيات والتي كان يقوم بإخراجها عزيز عيد، وتم اعتماده في الإذاعة كملحن أولاً، ثم تم اعتماده كمطرب بعد عام 1952م أي بعد قيام ثورة يوليو.


بداية سينمائية




جاءت بدايته السينمائية من خلال الفنان الكبير يوسف وهبي عندما أسند إليه دوراً في فيلم "سيف الجلاد" ثم توالت أعماله الفنية بعد ذلك فجاء الفيلم الثاني له وهو فيلم " قبلة في لبنان" مع كل من أنور وجدي ومديحة يسري والمخرج أحمد بدرخان ونال هذا الفيلم نجاحاً ساحقاً.

قام محمد فوزي بتأسيس شركة للإنتاج والتي قامت بإنتاج العديد من الأفلام كان أولها فيلم "العقل في أجازة " ثم توالت الأفلام التي تولت شركته إنتاجها منها حب وجنون، الروح والجسد، المجنونة، الآنسة ماما وغيرها العديد من الأفلام، وبعد أن عرف محمد كواحد من المنتجين الهامين في مصر قام بتأسيس شركة أخرى ولكن هذه المرة من أجل إنتاج الأسطوانات وهي شركة "مصر فون" وكانت أول شركة للأسطوانات على مستوى الشرق الأوسط، كما ألحق بها استوديو لتسجيل الأغاني.


أعماله الفنية





قدم محمد فوزي خلال مشواره الفني العديد من الأفلام والعديد من الأغاني الرائعة نذكر من أفلامه ليلى بنت الشاطئ، فاطمة وماريكا وراشيل، ثورة المدينة، بنات حواء، ورد الغرام، المرأة شيطان، مجد ودموع، الزوجة السابعة وغيرها العديد من الأفلام الأخرى.

كما قدم العديد من الأغاني الرائعة وصلت إلى حوالي 400 أغنية حيث زخرت أفلامه بالعديد منها نذكر من أغانيه: طير بينا يا قلبي، الشوق، حبيبي وعنيا، شحات الغرام، ليا عشم، مال القمر ماله، وغيرها الكثير.

وتألق العديد من المطربين من خلال ألحان محمد فوزي الرائعة مثل لحنه الشهير لأغنية " أنا قلبي خالي" والتي قامت بغنائه الفنانة الكبيرة ليلى مراد، ومن أعماله المميزة أيضاً وضعه للنشيد الوطني الجزائري، كما قام بتلحين بعض الأغاني الخفيفة ذات الإيقاع السريع مثل أغنية "يا مصطفى يا مصطفى"، " فطومة" ، ولحن عدد من الأوبريتات منها سندريلا، الساحر الصغير، الصباح رباح.

لم ينس محمد فوزي أن يخصص للأطفال جزء من فنه فقدم إليهم أغنيتي " ذهب الليل"، " ماما زمنها جاية" هذه الأغاني التي مازال الأطفال يرددوها إلى الآن.


المرض والوفاة
سيطر المرض على محمد فوزي وكان للأسف مرض نادر لم يتمكن الأطباء من معرفة هويته أو طريقة لعلاجه، وبعد أن عانى كثيرا من المرض توفى وهو في الثامنة والأربعين من عمره، وكان ذلك في 20 أكتوبر عام 1966م.

تزوج محمد فوزي ثلاث مرات الأولى من السيدة هداية وله منها ثلاثة أبناء والمرة الثانية من الفنانة مديحة يسري، والمرة الثالثة من السيدة كريمة.