شريفة العلوي
عَلقَ الحائطُ من مسماره باللوحة
1
لا تتضايق ..
إن ضاق الحائط باللوحة
أو علق الحائط
من مسماره باللوحة
مهما يتسع الشرخ
وينكمش الأفق
لن تتأثر تلك الصورة
و كأن لزوجة صخر
يرقص في فوهة البركان
كصدى يتماوج
يحتد .. ويحتد
أكثر مما تتصور
وبكل غموض اللحظة
ستظل الصورة ..
أوسع مما تتخيل
2
لا تتذمر ..إن خلت الصور
المرسومة من قلق الألق
وتجردت السحنة
وانمحت الشامة كالفلق
وتناثرت الألوان عليها بلا نسق
ستظل البسمة للدمعة
سمة تقتفي آثار الليل على الجفن
رغما عن نزوات الحزن
تبرق في أثر الليل
كما ألفيتها منذ لقاء العين
بطرف ..صيغ من الطيف
ولذا … هي لن تتبدل
3
هل تدري ..أن النملة أكبر من فيلٍ
لا يتذكر ..
كيف ..وأين.. ومتى
داس على قلب العصفور
ما الجدوى من الحجم
اذ لم يعف عن الحيرة
لمجرد زلة ظلف
يلجمه الخيط عن الحركة
يصغر حجما
حتى يتضاءل
فيصير كــ..نقطة ماء
وقعت فوق صفيح الصيف
احتارت في وسط الدرب
فاختارت بإرادتها ان تتآكل
4
لا تتأفف ..إن طال خريفك
واجتاح الصيف مناخك
الحكمة ان تتوتر كل الأشياء
لا أن تبقى على قارعة الطلب
كالوجه المألوف إذا يتلاشى
تعتاد عليه النظرة
فتمحيه عن الأنظار
وتقول لذاك النجم الأبهى
على درب التبانة
” ليتك” ليتك
في ترتيب ليالينا لم تتدخل ..
5
لا تتدثر ..مازلنا على عتبات الصيف
والهم الجاثم فوق سفوح شتوية
يحفر للأحلام قبورا
ويحوك لها الأكفان من الأجفان
لا أدري لماذا ؟
ألمح من تلك النافذة ..
قبرا ينقصه ..ثمة هيكل
وبدا أبعد عما هو أدنى
للرؤية حتى لا يتحلل
6
لا تتعجب ..ما أكثر ما قيل
على ألسنة الباعة الجوالة ..
استنسخوا أكثره من أفواه شرهة
لا تعي شيئا ..ماذا قالت ؟
عما قالت.. ولمن قالت؟
ولما قالت ما قالت
لكن الأدهى ..!
ان يتكرر مشهدها
و على نفس المنوال..
ليس هنالك ..
لسعة ذاكرة تمتشق الزفرة
أو تسحب شهقة
أو خجل يأتيها على استحياء
للإبقاء على ماء الوجه
لا ماء ..و لا وجه
لكن الجدب هنا ..أستحكم
سبقت ساقيه الريح على الأبواب
وهنا .. ما فتئت تتسرب
أخبار الوهم
على جردل ماء يتحلل