- كنت قبل أن أتعرف عن حبيبتي كصفحة بيضاء .. لا أعرف كيف أتكلم مع الفتيات ولا أعرف حديث الليل بالهاتف .. وهو ما جعل الكثيرات
ينفرن مني .. كنت لا أعرف سوى طريق المسجد والدراسة .. وبعد تعرفي بحبيبتي صرت إنسان آخر .. شاب متفتح نوعا ما .. كنت أقضي
الساعات الطوال وأنا أهاتف فيها .. دخلت أعماق أعماق قلبي صار حبها يسري في عروقي فصارت الأوكسجين الذي أستنشقه .. وفي لحظة
ضاع كــــل شيء ... لتضيع مني أجمل سنوات العمر بسبب هذا الحب الزائف .
- كنت أظنها تحبني كما أحبها لكن للأسف إكتشفت أني كنت كدمية مسلية لها خلال تلك السنوات .. إلى الآن لازلت تقولي لي أنا فعلا أحببتك
ودخلت المستشفى مرتين من أجلك .. لا أدري قد أكون أغبى إنسان على وجه الأرض لكن أعرف شيء واحد وهو أن من يحب إنسان مستحيل
أن يتركه .. وإن كان يحبه فعلا وشاءت الأقدر أن تفرقهما فأقـــل شيء أن لا يجرح من يحب .
- ما تقوله حبيبتي وما تفعله معي يوحي بأني عدو لها وهي تسعى للإنتقام مني وبأي وسيلة .. فلو كانت إنسانة محبة مقدرة لمشاعر النـــاس
كانت منذ إرتباطها بالمغترب تنسحب من حياة الأول كليا .. تقلب صفحة القديم وتفتح صفحة الجديد وتعيش معه وله .. أما حبيبتي رغم زواجها
وسفرها إلى العالم المتقدم والذي تفصلنا عنه بحار وآلاف الكيلومترات .. تعود بطريقة ما لتظهر وتظهر وتظهر وكأنها تفخر بجرح مشاعر الناس
وتتصرف كأنها لم تفعل أي شيء .. أعرف تتصرف هكذا لأنها لم تحبني يوما .. لأن من يحب ويفترق عن حبيبه بتلك الطريقة يستحي من نفسه
أن يظهر مرة أخرى فضلا عن التواصل معه .. وكأنها تريد الإثنين في وقت واحد : زوج تعيش معه العالم المزخرف بحرية وعـاشق ولهان
تستمتع بحبه الجنوني لها .. وهي بين هذا ذاك لا تحقق سوى لــــذة زائلة .
- بيد أن للحياة رب عادل . يرى ويبسمع . يمهل ولا يهمل . يبعث لها برسائل .. تتغابى عنها وتستمر في ظلمها لنفسها وللآخرين .. حينما
رأيت وسمعت إنقلب حبي الجنوني لهاته الفتاة إلى شفقة وحنان لا أكثر .. لأنه مثلما أحببتها بصدق وكانت تتسلى بي . أحبته هي بصدق فجعلها
كدمية يتسلى بها .. ومثلما تضيع مني أجمــــل سنوات العمر في الوحدة والعزوبية تضيع منها سنوات الانجاب والاخصاب المثالية .. ومثلمــــا
كانت توحي لي بأنها متيمة بي . صار هو أيضا يوحي لها بأنه متيم بها ... وكما تدين تدان هكذا هي سنة الحيـــــــاه .
***