عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: مذكرات معتمر 06 الجمعة يوليو 17, 2015 5:17 am | |
| - أيامنا في مكة المكرمة :
- بعد أن أتممنا عمرتنا ونزعنا ثوب الاحرام شرعنا في العبادات من صلاة بالمسجد الحرام وطواف حول البيت وتسبيح وقراءة قرآن حينها فقط إستشعرت معنى الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا عز وجل " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " صدق الله العظيم .. ذلك لأننا لم نكن نفعل شيء سوى العبادة والنوم والأكل .. وبين الحين والآخر سواء في بعض الأمسيات أم في وقت الضحى نتجول في أزقة وشوارع مكة المكرمة مع " أمي ' أم مع سي الحاج وتلك العجائز المرافقين لنا .
- بدأت من أول يوم أتعرف على مجموعتنا المكونة من 17 فرد ، حيث تعرفت على تلك العجائز اللآتي نرافقهن دوما للمسجد الحرام للصلاة أم للطواف وفي بعض الأحيان لإقتناء الهدايا .. كنت أحب المزاح معهن دوما والضحك على تصرفاتهن .. بالفعل صرن ( أي العجائز ) كلهن " أمي " وتلك الفتيات " أخواتي " وأولئك الشباب " إخواني " وهؤلاء الشيوخ " آبائي " وأفتخر .
- كنا نطبخ مع بعض ، ونأكل مع بعض ، ونمشي مع بعض .. وحينما كان الواحد منا يمرض بمرض الزكام الذي أصاب الجميع بسبب الفارق الكبير في درجة الحرارة بين داخل الفندق والحرم وخارجهما .. هنا ترى روعة التكافل وحب الإيثار فتغلبت روح الجماعة عن أي عائق أم مشكل يعتري أحد أفراد المجموعة .. أما آخر من فقد حباله الصوتية بسبب الزكام كــــــان " عمي بشير " الذي يتميز بأسلوبه الحكواتي الشيق .. وهو الشيء الذي كان يضحكني خاصة حينما يريد التعليق على أمر ما ولا أحد يفهم ما يقول ... شيء كان يعجبني في " عمي بشيــــر " هو حبه الكبير لزوجته التي قضت معه أكثر من 30 سنة بحلوها و مرها .. وهو معسور الحال ( عامل نظافة ) ويسكن بيت قصديري وله مسؤولية عدد من الأولاد .. حيث كان يهاتفها وتهاتفه وكأنهما لازال في مرحلة الخطوبة بعد ههههههه ؟؟ .
- كما ذكرت آنفا كنا نلتقي جميعا على طاولة العشاء أين يحكي لنا الواحد حكاية يومه من إلتقائه بالإخوة العرب والتعرف عليهم وعلى عاداتهم .. وكنت في أغلب الأحيان أرافق " سي الحاج " الذي كان مرشدنا ورفيقنا وشريكنا في الغرفة .. كنت أسأله كالطفل الصغير عن كل كبيرة وصغيرة . عن العمرة . عن الحج . عن المناسك . عن المشاكل التي قد يتعرض لها الحاج أو المعتمر .. شهادة لله تواضع " سي الحاج " وهدوءه جعلني أتعلم منه الكثير والكثير خاصة عندما نطفئ نور الغرفة أين نتناول القصص والمواقف المضحكة تمتد إلى ساعة متأخرة من الليل .
- في يومنا الخامس قررت أن أعتمر عن جدتي المتوفية ، فذهبت مع " سي الحاج " وبعض المرافقين لمسجد السيدة عائشة أم المؤمنين من أجل الاحرام فيه ودخلنا بعده الحرم من باب السلام حيث أدينا مناسك عمرتنا الثانية في أحسن الظروف .. وبهذا أكون قد وفيت بعهد قطعته على نفسي منذ أكثر من سنتين ونصف .
- في اليوم الموالي وحينما سمعت بنا العجائز ومنهم " أمي " أننا أدينا عمرة ثانية ولم نصطحبهم معنا قررن أن يعتمرن هن أيضا عمرة ثانية فكان علي أن أرافقهن في اليوم الموالي لمسجد السيدة عائشة كما طلب مني ذلك " سي الحاج " ... ذهبت معهن وكانت فرصة سانحة لي لأأخذ بعض الصور التذكارية في تلك الأماكن المقدسة .. لازلت أذكر جيدا ذلك السائق السعودي صاحب السيارة التي أقلتنا أين جلست بجانبه والذي يتميز بروحه الخفيفة التي سكنت جسمه الضخم ذاك .. تناولت معه الحديث حول العديد من الأمور . في السياسة . في الاقتصاد . في السياحة . وحول فارق العملة بين بلدينا .. وقد سألني عدة أسئلة منها ما مستواك الدراسي ؟ وما عملك ؟ فأجبته .. وبدوري سألته عن مستوى وعمل أولاده فرأيت الحصرة بادية في وجهه فأجابني بأن مستواهم غير كبير وعملهم في العسكر ... وقد افترقنا على نصيحته لي بالزواج في أقرب وقت خاصة عندما عرف سني ووظيفتي .
- خلال تأدية مناسك العمرة بالنسبة للعجائز وحينما وصلنا منطقة السعي بين الصفا والمروة تركت معهن أحد المرافقين وجلست على كرسي في أحد الجوانب وأخذت مصحفا كي أقرأ شيئا من القرآن .. وأنا على تلك الحال رفعت رأسي قليلا من أجل أن أريح عيني من تعب القراءة فإذ بي أنظر إلى ملاك يقف أمامي ( فتاة في غاية الجمال ) فقلت في نفسي أكيد هاته تركية .. بدأت تقترب مني حتى وقفت أمامي وسألتني : هل أنت جزائري ؟ فأجبت نعم . فقالت أنا أيضا جزائرية من بسكرة وطلبت مني أن تترك أغراضها عندي من أجل البحث عن والدها الذي ضاع منها .. بعد حوالي 10 دقائق رجعت لي وقالت : هيا لتبحث معي .. فسألتها أين ضاع منك ؟ فأجابت : هنا في المسعى . فقلت لها : إبقي في مكانك وانظري لأن الجميع يمر من هنا ولا داعي للخوف .. لم تسمع لكلامي وذهبت بإتجاه الصفا أين وجدت والدها كبير السن والذي لا يقوى على المشي . فأسرعت له بالعربة التي ركب عليها وهو يصرخ على إبنته الساحرة التي غادرت وهي تلتفت إلي .. لكن تغابيت لأن الذي في قلبي هو الأجمل والأحلى والأغلى من كل جمال العــالم .
- ذات يوم نبهني " سي الحاج " لأمر مهم وهو بأن أي عبادة يمكن فعلها في بلدنا إلا الطواف لذا نصحني بأن أكثر منه للأجر العظيم الذي فيه ، وعليه فقد صرت يوميا أذهب حوالي الساعة التاسعة صباحا لأطوف وفي بعض الأحيان ترافقني " أمي " وبعض العجائز .. كنت أمسك بيد " أمي " وأدعو وهي تعيد من بعدي . كانت من حين لآخر تبكي وتبكيني معها لكن لا أبدي لها ذلك .. فبقدر ما كنت أبدو سعيد ظاهريا . كان قلبي يتمزق داخليا . أنظر للكعبة وأقول : يا ربي فوضتك أمري فأنا قد تعبت وسنوات العمر تمر .. أعترف كدت أنهار لكن حينما أفكر بمن هم حوالي يشاهدونني أصنع الابتسامة وكأن لا شيء بي .
- أعترف ذهبت لأداء العمرة من أجل أن أنساه وأجدد حياتي لكن لم أستطع ذلك ولو لساعة . كنت أفكر فيه في صلاتي . في طوافي . في دعائي وفي منامي .. وقد كنت أهاتف " نور " يوميا بعد صلاة العشاء لأطمئن عليها على أساس أنها صارت جزء من حياتي لا أستطيع الاستغناء عنه .. وقد بدأت أتعود على كلمة " حـــــاج " التي تكون جميلة وحلوة بلسان " نــــــور " .
- مرت الأيام ( 12 يوم ) سراعا معلنة بأن أيام مكوثنا بمكة المكرمة قد شارفت على نهايتها . فلم يبقى لنــا سوى صبيحة يوم سنقضيها في مزارات مكة المكرمــة .
*** | |
|
عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: مذكرات معتمر 06 الجمعة يوليو 17, 2015 5:33 am | |
| أعتــــــــــــذر على طول هاته الحلقــــــــة .
*** | |
|
نور اليقين مرفأ ذهبي
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: مذكرات معتمر 06 السبت يوليو 18, 2015 11:50 pm | |
| حلفه رائعه جدا جدا
تسلم الانامل التي كتبت
وعقلك الذي دبر وفكر
والله كل ما اقرا لك موضوع الا ودموعي تسبقني
عبدو انت تبالغ في المدح عني
عليك بالموصله عزيزي عبدو
تحياتي
****
***
** * | |
|
عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: مذكرات معتمر 06 الأحد يوليو 19, 2015 3:04 pm | |
| ههههههههههههه ..
حلقة طول وعرض وكتبنا عنك بعض الكلمات وهي حقيقة عشتها لا مدح .. أشكر الرب الذي ساق إنسانة مثلك في طريقي
شكرا مرة ثانية على مرورك العطر
أطيب الأماني حياتي
*** | |
|