آه يا قلبي ..
لما تعذبني ؟
حبيبتك رحلت بعيدا .. الى ذلك العالم .. الى ذلك البعيد .. الى ذلك الغريب .. صارت حبيبته .. و صرت ماضيها الأليم .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟
فحبيبتك إن كانت أحبتك فقد أحبتك بطريقتها .. أحبتك مثل حب تلك الطفلة الصغيرة لدميتها الجميلة التي تمشط لها شعرها كل صباح و تبدل لها ملابسها كل ساعة لكن ما إن يعود والدها من سفره و يأتي لها بدمية أخرى جميلة فإنها ترمي تلك الدمية التي صارت قديمة وبالية و قد هان عليها حبها لأنها صارت تحب الجديدة و تهتم بها بل و تجعلها تنام بقربها .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟
حبيبتك .. أحبتك مثل حب المدخن للسجارة التي في فمه يضعها بين إصبعيه تارة و بين شفتيه تارة أخرى .. و ما إن تنتهي يرميها و لا يكتفي برميها فقط بل يدوس عليها بحذاءه الوسخ .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟
حبيبتك .. أحبتك مثل حب هاتفها الجميل الذي إشترته منذ مدة تكلمت به لسنوات .. استعملته منبه يرن ليوقظها .. كانت تتواصل به مع كل قريب و بعيد لكن عندما إشترى لها .... ذلك الهاتف الجديد المتطور ذو الذاكرة التي تحمل لها تلك الأغاني و النكت (خاصة أطاي حوتة) و مختلف الفيديوهات .. نست تماما ذلك الهاتف القديم البالي و ما قدمه لها من خدمة لسنوات طوال .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟
حبيبتك .. أحبتك مثلما يحب الناس ذلك المسؤول صاحب المنصب العالي و ما إن تتنهي مسؤوليته ومهامه يتركوه و كأنهم لم يعرفوه أصلا لأن صلاحياته قد إنتهت و يحبون المسؤول الجديد ( أقصد أصحاب المصالح ) .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟
وقد علمت أن صلاحياتك قد إنتهت .. كنت مجرد سيجارة تناولتها و بعده رمتها لتدوس عنها بقدميها .. كنت مجرد دمية مسلية و قد رمتك بعد حضور الدمية الجديدة .. أنت مجرد درويش كانت تتسلى بك كما يتسلى الأطفال بالدراويش .. أنت مجرد شيء تافه لم تعد فيك فائدة .. دراستها خلصت بإمتياز و عزوبيتها خلصت أيضا بإمتياز فلماذا تبقى تضيع الوقت مع تافه ومعقد و أحمق و أخرص و حقير و نذل و كذاب و منافق و ليس لك كلمة و مخلف للوعد و درويش و أناني و ديكتاتوري و متهرب .. مثلك لم تعد تساوي حتى الصفر في معادلتها الحياتية .
لماذا يا قلبي تعذبني ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟؟؟؟؟
الى أين ستجرني ؟
أما يكفيك ما فعلته بي تلك الجميلة ؟ أما يكفيك معرفة الحقيقة أم أنك لا تريد أن تصدقها لتبقى تعيش في ذلك الماضي الجميل ؟
أرجوك .. توقف
.