~محـاولة بعد غياب ~
صَمتُ الكَلام
~أنَا التِي تَقْتُلُ بِسِهَامِ لِسَانِهَا كُلّ مَن حَوْلَهَا يَدُور
أنَا التِي أثَرْثِرُ دُونَ صَرْفٍ اوْ تَحْوِيل
دُونَ مَنْطِقٍ اَوْ تَفْكِير
دُونَ آكتِرَاثٍ للتّعْبِير
كَلامٌ مُبَعِثَرٌ هُنَا وَ هُنَاك
لا يُفَرّقُ بَينَهُ غَيْرَ شَهِيقٍ وَ زَفِير
غَيْرَ نِقَاشٍ جَدِيدٍ كَدَرِسٍ أُلَقّنُه للحضُور
أنَا التّي تَخُوضُ مَعَارِكَ الثرْثَرة تسكُتُ قليلاً و كثيرًا ما تثُور
أجد لكل المُناسبَات حكيًا و لا اكتفِي بكلماتٍ في سُطُور
اعطنِي قطعة شوكولا
لتَسمعَ لتُحِس كل حُروفَ البهجة و السُرور
كَعروسٍ زُفت لزوجها
كأم تحمَل أول ابن لها
كعَجوز تُكْمِل بالحج فرائضها
تَسقِي الجَمِيع بدعواتها .. تنشُر حبا و حبُور
أنا التّي في الفِراق ترسُمُني الكلمات
تصْرخُ بي الحُروف ألمًا كأني زجاج مكسُور
كأني قِطعةُ روحٍ تزورُ لأوّل مرة القبُور
ها أنا أُقفُ أمَامك اليوم كوقفة الجاهلة الأُميّة لا تعرف ماذا تقُول
أتعلثمُ كطفلٍ صغير يُلقّنه والدهُ هذا قطّ و هذا عصفور
ها قد جِئتكَ جاهلةً للحرف ... بلسانٍ مبثور
قُل ما شئتَ فلِسانِي صائمٌ تقبّلهُ الله بذنبٍ مغفور
لا أعلمُ أهُوَ سِحْرٌ ألمّ بِي أمْ أَنّ الكلام في حضرتك شيء محظُور
كأن الكلام ماءٌ جفّ من كل الآبارِ من كل البحُور
لا تقُل صَبِيّة لا تعلم لِفَنّ الكلام أصُول
فَقد نسجْت مِن الحُروف شِعرا تنْشرِحُ له الصدُور
وَ شَنّ لساني حروب النساءِ سَنَةً و دهُور
جَمّلْتُ به أبًا و أمًا ..يتيمًا و فقيرًا .. ملكًا و صديقًا
و ما نسيتُ من خلقِ الله أحدا ما وصفتهُ مدحاً
و ما ذممتُ غَير لِساني و انتقدتُه ... و لا غرُور
جئتُكَ و ربّ السماءِ رافعةً رآيتِي البيضاء مستسلمةً
لسانِي خاضعٌ لغَيري رُبما
و ربما شحنُه غير موصُول
فأنت يا سيدي وَأّدْتَ حرفًا في دقائق صَقلتُه أنا على مَرّ العصُور..~