لِأنّ ديسمبرْ بارعٌ في عزف الحنينْ
وَ لِأنّ الشتاء ضليعٌ فِي تضخيمِ حجمِ الإحتياجِ إليهِمْ ..
أَصَابتنِي حمّى الهذَيَانْ،،
أكادُ أتجمّد
فبردُ الحنينِ القارصْ قدْ نالَ منِّي،
أطرافُ القلب ترتعدُ
وَ دَاخِلَ زواياَ الرّوح تسري قشعريرَةٌ منْ شوقِ
و أنَا الضّعيفَةُ ـ التّي لا حولَ لها و لا قوّة
كَـ الشعبِ الأعزَلْ
دونِ ذخيرة
وَ دونِ ملاذْ
لاَ شيءَ يَقيني ،
ولاَ شيءَ يحمِيني ،
رٍداءُ الحبّ منذُ أمدٍ خلعتُهْ
فلعنَةُ الفقدِ بترتْ رغبَتِي بهِ
و مدفئأةُ الأمانِ منْ وقتِ غيابِهْ أُخْمِدَ لهيبُهَا
أرغبُ و أشتاقْ
لكنّ تلكَ الأنا المشبعَةُ رحيلاً تردعُنِي
فعَلى حدّ قولها
التعلّق بـ قمم الأحلامِ..
لاَ يورّثَُ سوَى الوُقوع بوحلِ الواقع
سيغادِرُ الشّتاءْ ،
لكنّ حمّى الهذيانْ ستظلّ حاضرة
و حلمُ التّمنّي بمنْ يعتكفُ بمحرابِ النّبضْ ،،
و يؤمنُ بقدسيَة البقاءِ الآبِد..
و يمارسُ طقوسهاَ سيظّلُ قائِمــا ..