لا تلمني إذا لمحتَ دمعة تنزل على خدي
فهي أبت إلا أن تكون لك من الشاكرين
وسامحني إذا أخطأتٌ يوما
أو كنتُ في حقك من الظالمين
واعذرني على تعلقي بك
فوجودك لا تغنيني عنه الملايين
أتدري يا أبتي أن الكبرياء لا يزورني
إلا إذا سمعتُ إسمكَ يُنطق على أفواه الحاضرين
وأن التصفيق الذي يُصاحب كلماتك
يظل عالقا بأذني كالرنين
ومهما أفنيتٌ عمري في حبك
لن تكفيني ساعات الدهر أو السنين
قالوا عنك صمام أمان
فماذا أقول وأنا لك من المقربين
فالحروف تبعثرت والجمل أخرستها
متاعب العصر وأسرار البنين
يا أبتي إحساس الفخر الذي يعتريني
حين أراك بين طلائع الخير يكفيني
فهل يُضنيني عن غير رضاك الحنين
فكلما ثَقُلت موازين الأشجان
ثبتُ أقدامي على طاعتك
ولتعلم بذلك علم اليقين
فالبِرُ بك وشم رسمته فوق العين وعلى الجبين
والإحسان إليك بذرة زُرعت في نبض كل جنين
فألقت بثمارها على الطيب الصالح وعلى الأمين
فكانت شرفا يظل به على مر الزمان مدين
فلتُطَمْئِن يا أبتي فؤادا سره أنقى من الماء المعين
واصدقهُ قول ابنة عشقت أباها عشقا رزين
فهو ليس كباقي الرجال بل سيدهم وهو الغالي والثمين