أجمل ما في الحب هي المعاناة ؟؟
نعم قد يتساءل البعض كيف يمكن للمعاناة أن تكون جميلة، وكيف يمكن أن يكون أجمل ما في الحب هي المعاناة، والناس يبحثون في الحب عن السعادة والطمأنينة.
أتدرون لماذا؟ لأن الذي لا يحب، يتمنى كثيرا من الأمور التي لا يجدها ولا يعيشها إلا العشاق، منها الشوق، والانتظار، وخوف الفراق، والبكاء على صدر الحبيب، والعتاب، وما إلى ذلك، كم مرة يحتاج المرء إلى البكاء ولكنه لا يستطيع، وكم مرة يحتاج لأن يكون وحيدا ولا يشعر بنكهة الوحدة، وكم مرة يريد أن يحس بحرارة الشوق، ولكنه لا يجد فرصة لذلك، في حين أن المحب تجده يحترق من شدة الشوق، ويدرف الدموع دون أن يشعر، ويرتاح في وحدته إلا مع حبيبه.
وتتجلى معاناة العشاق في ثلاثة أشياء رئيسية:
أولا: أن تحب من لا يحبك، أو ما يعرف بالحب من طرف واحد، وهذا النوع من الحب قد يؤدي بصاحبه إلى الهلاك، لأنك تشعر وكأنك تتعامل مع صخرة صماء لا قلب لها ولا مشاعر، لا تقدر أحاسيسك ولا تضحياتك، وكأنها لا تفهم لغتك، وقد تسخر منك ومن مشاعرك، مما يزيد من حدة معاناتك، والمشكلة هي أنك لا تستطيع الابتعاد عنها ولا الانتقام منها لأنك تحبها حبا أعمى.
ثانيا: الفراق، وهو نوعان: فراق لحظي وفراق أبدي، وكلاهما مر، أما اللحظي فتتجلى مرارته في حرقة الشوق إلى الحبيب، وأما الأبدي فتتجلى مرارته في تقبل فكرة فقدان الحبيب إلى الأبد.
ثالثا: الخوف من الفراق: فالمحب من شدة حبه لحبيبه، تجده لا يفكر إلا في يوم الفراق، ويصبح هذا الأمر مثل كابوس يرافقه كظله في نهاره وليله.
نعم كل هذه الأشياء من المعاناة، ولكنها جميلة جدا كما قال الشاعر:
فما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق .
***