هل تدفن الأشعار كما تقبر الأسرار؟
حين ترقد الشمس في كنف النهار
و تستيقظ أشباح كلمات من غبار
قلمي..
يا شاحب الذكرى
غدقت حنينا في كبد الدجى
تلهو هائما بين الرياح
تغازل طيف البدر ليلا
و الشمس تشكو العقم من سنين
أي لحن يوقف صوت الرنين؟
و قيثارة تعزف كل حين
هذيانا في غياهب منيتي
يا دمعة تقتفي أثري العقيم
بين تناهيد تقطعها الزفرات
و ما في القلب غير هسيس مدامع
تهامس البوح الهشيم عبثا
تلك أشعاري بللها رذاذ أفكاري
و كلماتي صارت نجيلا بين رواكد أسطري
بالأمس حنطت أحشاء قصائدي
و أودعت في تابوت ذكراها
خمسين ألف زهرة
وضعت أوراقي في قفص الذبول
و زينتها بألوان الحمم
قد كان الحرف شفيفا في القدم
ثم أحرقته ساعات احتضار
ليهيم في غمائم وحدتي
كم رسمت من ومضة تخشى الانتظار
و أخفيت نشجا وقت الارتحال
فأنا عاشق من مطر
ليس لي حضن غير اشتياق
لقبلة الأرض حين تضمني
و تنهمر من عين الذكريات
خمسون ألف دمعة
أعانق في الثرى حطام افتقادي
حين يزمجر الريح حالة الهذيان
و تغزو السحب أبراج أوراقي
لتفتح بوابة صدئة
أتنفس خلف قضبانها الصعداء
سأعلن مراسيم دفن أشعاري
في مصلى نبضات السكون
و أصلي من أجل الدهر يوما
خمسين ألف ركعة
سأقتل صمتي الرهيب
و أطرد نظمي و الشجن
و أهمس لليل شوقا
أعد سويعات الغياب
فإني و الصمت صرنا
بقايا من عهود