- أيضـــا مرة أخرى أجد نفسي و أنا في كــــــــامل قواي العقلية أخطب فتاة قالت لي مرة عن نفسها أنها توأم روح حبيبتي الغالية ، فعلا كانت تشبهها إلى حــــد بعيد في كل شيء عدا في بعض الأمور .. فهي من نفس المدينــة التي تسكن فيها حبيبتي ، و قد كــــانت تجمعهما صداقة راقية لأنهما كانتا تدرسان و تراجعـــان و تعدان البحوث معا و بل و مذكــرة التخرج نسجتا خيوطها معــا .. كانتا فعلا مثل تلك الزهـرة الزاهية التي تتوسط الحديقة الغنـــاء ..
صديقة + صديقة = زهرة في الحديقة
- كــــانت نوعا ما أجمل من حبيبتي ، و أصغر سنا ، و أذكى منها ... فعلت ذلك بعد تفكير عميق ، و قد كنت مستعد أيما إستعداد لذلك ، و قلت في نفسي هاته هي الفتاة الوحيدة التي أستطيع العيش معها بســـلام بعد حبيبتي لأن كلانا خاض معركة حب خاسرة و أن الانسجام بيني و بينها ربما في بعض الحالات أكبر من الانسجام بيني و بين حبيبتي فضلا عن أنها إنسانة مثقفة و جميلة ، طــــــاهرة ، عفيفة ، بنت أصل ... لكن و لسوء حظي لم تقبل بي .. فتذكرت قول حبيبتي لي حينما قلت لها يوما : أحس بأنك ستتزوجين غيري و أنا ســـأتزوج صديقتك الغـــالية ... بعد أن ضحكت مني ههههههه صديقتي لن ترضى بأقل من النجـــــــوم ؟؟ ، فقلت في نفسي عندها حق من أنا حتى ترضى بــي .
- بعد مدة ليست ببعيدة وجدت نفسي و من غير أن أدري أحمل حقيبتي للسفر لمدينة حبيبتي للمرة الخامسة لكنها المرة الأولى التي أسافر فيها و ليس لي شيء أسافر من أجله سوى أني إشتقت لمدينة حبيبتي و تلك الأماكن التي كنت قد تقابلت فيها معها .. و لأول مرة أيضا أسافر لمدينة حبيبتي و قد عزمت أنت أبقى فيها لأيـــام .. لم أقل لأي أحد سواء من أصدقائي أم من أهلي .. إستأجرت غرفة بأحد الفنادق و بدأت أتجول في أرجاء المدينة .. و في الليل بعد أن أصلي في المسجد و أتناول وجبة العشاء أجلس وحدي لأدردش مع طيف حبيبتي و أستنشق الهواء و أقول في نفسي كم مرة مرت حبيبتي من هنا .. كم يفصلني عن حبيبتي .. بضع كيلومترات أم قل بضع أمتـــار .. أتساءل يا ترى هل لازلت تفكر بي مثلما أفكر بها ؟؟ .. أبقى على تلك الحال قرابة ســـاعتين لأذهب و أنـــام .
- و ذات صباح ذهبت للجامعة التي كانت تدرس فيها حبيبتي .. و كأنني أتخيل بأني سأجدها مثلما وجدتها في المرات السابقة .. ذهبت مباشرة لذلك العمود الذي إلتقيت فيه معها قبل سنة من ذلك اليوم .. نظرت إليه ثم صعدت للمكتبة التي كانت تحضر فيها دروسها و بحوثها .. أعجبتني كثيراا كثيرااا .. ثم ذهبت لتناول كوب شاي في ذلك المكان الذي قابلت فيه حبيبتي لأول مرة في يوم الأربعاء 06 جانفي 2010 على الساعة 11:00 ... أقسم لم أتمالك نفسي لتدمع عيناي حزنا على فراق ذلك الحبيب الذي راح و تركني كالمجنون أبحث عن أي شيء يذكرني به ، ثم رجعت مرة أخرى لذاك العمود الذي صار صديقي الغالي في تلك الصبيحة أنظر له و ينظر لي .. أسأله أين تلك الفتاة ؟ لكنه لا يجيب .. انظر و أنظر و أنظر إلى عتبته إلى طوله إلى لونه إلى المكان من حوله .. ساعتها تأكدت تماما تماما مما لا يدع مجالا للشك بأني صرت مجنون ليلى للقرن الواحد و العشريــــن .
***