- طلبت من هذا الأخ أن نجلس لنحتسي كوب شاي عند بائع الشاي الذي يقابلنـا فقال و الإبتسـامة على وجهه لا شكرا أخـــي .. فقلت له : أبدأ بتعريف نفسي أنا فلان إبن فلان من المدينة الفــلانية بابا عمله كذا و أنا أعمل كذا و أعطيته ورقة عليها عنواني و مكان عملي الذي كنت أعمل فيه و عملي الجديد الذي عينت فيه بعد ترك حبيبتي لي مباشرة و قلت له : جئت العام الماضي للجامعة و رأيت فتاة خفيفة و شاطرة أعجبتني فسألت عنها و عنكم ، و ها أنا جئت طالبا يدها بحلال و أعطيكم فرصة لتسألوا عني و إذا وافقتكم أحضر أهلي .. فسألني ما إسم الفتاة ؟ فقلت كذا فرد علي و خيبة الأمل بادية على محياه آسف أخي فقد خطبت في شهر كذا فقلت له ربي يسهل لها كل شيء بالمكتـــوب .
- رجعت وقد دمعتــا عيناي في سيارة الأجرة و كأنني أسمع بخبر خطبة حبيبتي لأول مرة في تلك الساعة فقط ، حيث توجهت مباشرة للمحطة لأركب الحافلة المتجهة للمدينة التي يسكن فيها صديقي المهندس لأصلها ليــلا حيث إستضافني هذا الصديق الذي أعجب كثيرا بتصرفي هذا ، و قد زاد من فرحتي آنذاك حينما قال لي : لا تخف سترجع لك أعرف أنها تحبك و لن تترك شخص مثلك ، فنمت في تلك الليلة قرير العين مرتاح الضمير لأني فعلا وفيت بوعدي الذي قطعته لحبيبتي و هو بأني حينما أجد عمل قار سأأتي لأهلك خاصة و أن موعدنا الذي حددنـــاه كان لازل بعيــدا .
- في الصباح إستأنفت السفر راجعا لمدينتي الجميلة حيث و مع وصولي هاتفت أخ حبيبتي الذي صار لي أخ بكل ما حوت الكلمة من معنى لأخبره بأني وصلت بخير و طلبت منه أن يبلغ سلامي للوالدة الكريمة و يقول لها أني قصدت بابك في الحلال لكن الله لم يكتب لــــي ذلك .
- في المساء حدث شيء جعل عقلي و قلبي يرقصان من شدة الفرح ، حيث أني كنت في تلك الأيام أهاتف قريبة حبيبتي لأسألها عنها و عن أحوالها فإتصلت بها لكن يبدو أن الصوت تغير هو ليس صوت القريبة لأنه صوت حبيبتي نزعت الهاتف من حول أذني لأرى الرقم لعلي غالط في الرقم فوجدته رقمها إذن حبيبتي تريد أن تتكلم معي من هاتف قريبتها .. مهما قلت لن أستطيع أن أصف فرح تلك اللحظة الجميلة فقالت لي : ماذا فعلت بي ؟ فقلت ماذا فعلت قولي لي ؟ بدأت تذكرني بالماضي و بإلحاحها على خطبتها و لو بكلمة فقلت و هل وجدت عمل و لم أأتي إليك ؟؟ و مع ذلك طلبت منك أن تمهليني 10 أيام فقط لأأتي لكنك لم تسمعيني .. بدأت أتكلم معها أريد أن أقول كل شيء لكن الوقت ضيق لأن جدها يناديها .. أذكر أني قلت لها صديقي قال لي أنك سترجعي لي و إني أحبك و أعرف أنك سترجعي فقالت : لا أعدك بهذا و أغلقت الخط .. طرت فرحا .. نمت تلك الليلة و أنا أسعد مخلوق في الحياة لأني كنت أعتبر أنها قد رجعت لي فعلا .
- في الصباح الموالي و حوالي الساعة 11 بعث لها رسالتين أو ثلاث أعبر من خلالهم عن مدى سعادتي برجوعها لي لكن الرد كان قاسي بقولهـــا : أرجوك عندنا ضيوف و ما عندي وقت و أنا لم أرجع إليك و لست مستعدة لأترك خطيبي ... تمنيت لحظتها الموت على أن أسمع كلماتها هاته .. تسآءلت حينها لماذا كلمتني بالأمس ؟؟ لتقول لي أن جدها أيضا غاضب بسبب خطبتها تلك .
- رجعت لوظيفتي التي لم أستطع التركيز عليها لأن عقلي لم يبقى في رأسي .. فصرت بطل الغيابات بلا منازع و لحسن حظي أن لي أصدقاء مخلصين في حبهم لي وفقوا لجانبي في تلك الأيام العصيبة حيث كانوا يغضون عني الطرف لفترة طويلـــة .
***