لعق القصاع
شعر عزالدين مبارك
إنهم يتكالبون
على الكراسي
هائمون وخائبون
وجائعون
ونهمون
لا يشبعون
من لعق القصاع
ولحس الأيادي القذرة
ويعبون عبا
من الولائم السلطانية
كأن غدا نهاية العالم
كلو واشربوا
وتمرغوا في النعيم
وقد أهداكم الشعب
المضروب على قفاه
المخدوع فيكم
الصولجان والسوط
ومفتاح المدينة
ومربط الفرس
فالنضال كان مسرحية
والتودد للشعب خديعة
مجرد كلام منمق
وسفسطة فارغة
بلا عنوان ولا مضمون
فبيننا حكم الوقائع
والحقيقة الساطعة
فبيننا الفساد والمحسوبية
والدجل المباح
لم تحاسبوا فاسدا واحدا
أو زلما
أو ظالما
أو متجبرا
ألا تخجلوا من أنفسكم
وتغادروا المركب
قبل أن يغرق
هل جئتم لملء الفراغ
ولي الذراع
والانتقام من الماضي اللعين
والتسلط على البسطاء
والمهمشين
فظالمكم الأول مات قهرا
وخاتمته النفي في الوطن
والحصار
وغابت عنه حكمة الزعماء
في نهاية المشوار
والآخر خير النجاة
والفرار
وهو معلوم المقر
إن كان لكم قرار
فليس بيننا وبينكم
قصاص أو ثار
وقد كنتم أيام المعركة
هناك خلف البحار
وصدورنا عارية
للرصاص
ووراءنا الجدار
فلم نهرب ونترك الوطن
لحفنة الأشرار
وصمودنا أبلغ نضال
وصبرنا عل الظلم
انتصار
فنحن من تربة الأرض
سمادا وغبار.