عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: مذكرات معتمر 09 الجمعة نوفمبر 13, 2015 10:13 am | |
| - ركبنا الحافلة بعد صلاة الظهر مباشرة وقد تخلف أحدنا بالحرم المكي وهو ما جعل حافلتنا تتأخر عن الإقلاع لنصف ساعة .. هاته الحافلة التي شاركنا فيها بعض الإخوة الجزائريين تابعين لنفس وكالتنا .. سألت سي الحاج عن المسافة التي تفصلنا عن المدينة المنورة فقال حوالي 500 كلم فعرفت أننا سنصل المدينة ليــــلا .
- جلست قرب النافذة كي أملأ عيني من آخر النظرات لشوارع مكة المكرمة وفي قلبي وعقلي ذكريات جميلة عنها ، فمر شريط (12 يوم) من الأحداث بسرعة البرق .. حينها ترقرقت عيني بالدموع لهذا الوداع وأنا أشاهد تلك الجبال الشاهقة وأردد في نفسي دعاء أن لا يحرمني من زيارتها مرة أخـــــــــــرى .
- كان هذا الطريق من أجمل الطرق التي سرت فيها .. طريق مزدوج على حافته حاجز يمنع دخول الجمال والدواب وليس به منعرجات ، فهو شبه مستقيم وفي كل مسافة 60 أو 70 كلم تجد محطة بنزين ومقاهي ومطاعم ومصلى للمســـافريــــــن .
- بالفعل يجب أن نشكر مسؤولي هاته البلاد على هذا الطريق المعبد .. كنت بين الحين والآخر أنظر للمناظر الصحراوية من حولي بيئة وتضاريس ومناخ حـــار صعب .. فقلت في نفسي " لله ذر كل من هاجر ماشيا خاصة كبار السن في أعظم هجرة على مدى التاريخ " ( الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة) .
- بسبب التعب الشديد نمت قليلا إلى أن توقف بنا سائق الحافلة " وهو مصري " عند أحد المحظات .. نزلنا لنصلي العصر .. تناولنا بعض المرطبات .. وبعده واصلنا السير واستغليت الفرصة لأقرأ شيء من كتاب الله .. ثم دردشت مع أحد المرافقين لنا من خارج الفوج ونحن ننظر عبر النافذة إلى قطعان الجمال هنا وهناك وكلما إقتربنا من المدينة إلا وتجد أن التضاريس تتغير لنرى بعض مزارع النخيل .. ذلك لأن سكان المدينة وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا فلاحين بعكس سكان مكة المكرمة الذين كانوا تجار .
- بدأنا نرى أضواء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعيد بعد المغرب .. إلى أن قرأت لافتة غريبة على أحد مفترقات الطرق في مدخل المدينة ومكتوب عليها "ممنوع دخول الكفار" .
- دخلنا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الأنوار المتلألئة .. نزلنا بفندق البستان وهو فندق صغير بالمقارنة بالفندق الذي سكناه بمكة المكرمة .. ذهب سي الحاج ليحضر مفاتيح الغرف التي سنسكنها لـ ثلاث أيام فقط ... وتجدر بي الإشارة إلى أنه اليوم الوحيد الذي لم أكلم فيه "نور" لكثرة أحداثه وتعبنا الشديد .
- بهذا ينتهي طريق رحلتنا من مكة المكرمة للمدينة المنورة التي سنقضي فيها بضع أيام هي من أجمل أيــام العمر .
*** | |
|