- دخل علينا شهر جوان 2012 بحرارته الشديدة ، و قد بدأت في تلك الأيام أقول لحبيبتي كلام لم تسمعه مني من قبل مثل .. أنا مشتاق لكل شيء فيك .. إني مشتاق كثيرا لأقبل يديك و أقز (أأكل) أصابعك .. و أظنها كلمة صرت أكررهــــــا دوما حتى جعلت صديقة حبيبتي تضحك منها كثيرا كثيــــرا .
- كــــانت حبيبتي تقف حائرة مني و من تفتحي خاصة و أنها تعلم أني شاب معقد و هي من أدخلتني على دواليب الحب و مآسيه ، و قد سألتني بقولها : من علمك كل هذا ؟ لم تكن تقوى على قول مثل هذا الكلام ؟ أنت تغيرت كثيرا .. و إذا لم ترجع كما كنت سأكرهك .. بقيت كعادتي أغضبها بهذا الكلام .. و أعتذر منها أحيانا .. حتى أحسست يوما ببلوغ حبي لهاته الفتاة كماله حينما قلت لها : أحيانا أتمنى أن لا أتزوجك إطلاقا كي لا أكرهك و لو للحظـــة .
- لا أخفي .. عندما أحسست بقوة هذا الحب خفت كثيرا على نفسي و قطعت علاقتي بهاته الحبيبة نهائيا .. لكن كعادتها لم تستسلم حبيبتي للأمر و راحت تتصل بي و تتساءل عن سبب قطعي لهاته العلاقة ، فصارحتها بقولي : أنا أحبك كثيرا و الله وحده يعلم مدى حبي لك .. أقسم أني لا أقوى على فراقك ، قبل ذلك خطبك 03 خطاب و كنت سترحلين مني للأبد و لكني وقتها كنت سأنساك لأن حبي لك لم يكن كما الآن .. حبيبتي أرجوك لم يبقى يفصلنا عن موعد خطبتنا سوى 04 أشهر فقط = 120 يوم إذا كنت لا تستطعي أن تتخذي قرارك بنفسك إذا جاء خاطب آخر فإني أرجوك أرجوك أرجوك أن تتركيني من الآن .
- كانت ما سميته بحاسة السادسة تخبرني بأنها حبيبتي سترحل عني قريبا .. و قد قلت لها ذلك مرات و مرات حينما طلبت منها أن تخبر أمها و تعلمها بتاريخ خطبتنا الذي حددناه مع بعضنا البعض و الذي صار لا يفصلنا عليه إلا أيــــام معدودات .
- و الله الذي لا إله إلا هو أن جواب حبيبتي كان الآتي : ( لا تتركني .. لا يوجد من سيتقدم لي لا تخـــاف ) ، فحرصت أن تعدني بأنها لن تتركني أبدا مهما حصل فقالت لي : لن أتركك ولو كان من سيتقدم لي هو ابن رئيس الجمهورية ، فعلا وعدتني وعد الحرة التي لا تخلف وعدها أبدا و التي لا تختلف عن تلك المرأة العفيفة - هند بنت عتبة - حينما شك في عفتها زوجها - أبو سفيان - فقالت له قولتها الشهيرة : ( وهل تزني الحـــرة ) ، و كأن حبيبتي قالت لي في ذلك الوقت : ( إطمئن وهل تخلف الحـــرة وعدهـــا ) .
- عدت و الخوف يتملكني لأن إحساسي قلما يخطئني في مثل هاته الحالات.. لم أعد أغضب حبيبتي لأني صرت أقدرها و أحترمها و أحبها أكثـــر من ذي قبل .. خاصة و أن موعد خطبتنا قد بدأ يقترب .. بعث لها رسالة مكتوبة على الهاتف ذات صباح أخبرها بأن حبي لها هو شيء طبيعي في هذا الكون و إذا أخفق هذا الحب فهذا أكبـــر تلوث للطبيعـــة .
- مــر من الوقت حوالي نصف شهر لتتصل بي حبيبتي في إحدى الليالي لتقول لي : عبدو إسمحلي أرجوك .. قلت على ماذا ؟ واش صرا ؟ غير الخير ؟ قالت : أحدهم يريد خطبتي إفعل شيئا .. كعادتي ولأني كنت أمشي مع أحد الأصدقاء لم أشأ أن أبدي أمامه غضبي الشديد .. فاصطنعت الهدوء و قلت لها : جميل هذا خبر مفرح ، من وين هذا الخطيب ؟ قالت من كذا و يسكن في كذا .. و بعده كررت طلب السماح و قطعت الخط .. عندما وصلت المؤسسة التي أشتغل بها دخلت مسرعا لمكتبي الذي أغلقت بابه بالمفتاح و هاتفت حبيبتي صارخا في وجهها .. أظن أن بيننا وعد هل نسيت ؟ .. و قلت لها من وين طاح هاذ المخلوق أجابت : هو من ... و جاء ليصوم شهر رمضان هنا عند خالاته اللآتي يسكن بجانبنا ، و هو يلتقي بابا في المسجد دائما .
- كاد عقلي يطير خاصة و أنها بدأت تتنصل من وعدها لي و بدأت تقول لي أنني قد عذبتها كثيرا و أنها قالت لي بأنها ستكرهني عندما كنت أحدثها و أصارحها بضعفي .. لم تمنحني فرصة حتى أدافع عن نفسي و حبي .. كانت تمنحني 05 دقائق تقضي معظمها في الصراخ علي حتى لا تترك لي مجال للحديث لأنها تدرك أن ما فعلته بي هو خيانة .
- في اليومين التاليين أخذت أتصل بها دوما و أبعث لها رسائل مكتوبة sms على هاتفها كل دقيقة .. أحاول أن أستلطفها و أذكرها بحبي لها و بتضحياتي ، لكن كل ذلك لم ينفع .. لأنني أظن أنها أعجبت بما سمعته عن هذا الخطيب .. شاب متدين و حاج لبيت الله و يقطن ذلك العالم الذي تحلم كل فتاة أن تســــافر إليه .
***