- كنت قد تعودت بأن أزور حبيبتي مرة في السنة ، كما ورد في تلك الأغنية المصرية الرائعة ( زوروني في السنة مرة ) .. قررت أن أسافر يوم الثلاثاء 11 افريل 2012 لكن وقعت مشكلة في الإقامة التي نسكن فيها بين أحد زملائي الطلبة و عون أمن ليلة الثلاثاء ، حيث كنت تدخلت مع بعض عقلاء الدفعة لفض هذا النزاع فوجدت نفسي اتصل بحبيبتي حوالي منتصف الليل وقد كانت نائمة تحلم بلقاء الغد أخبرها بأنني لن أأتي لزيارتها غدا بسبب ما حصل .. أيضا إتصلت بصديقي الذي لم أره إلى هاته اللحظة و قد بات تلك الليلة من أجلي في الاقامة الجامعية كي يلتقيني صباحا و يدخلني الجامعة .. إستحييت منه كثيراا .. رغم أني إعتذرت منه إلا أنه بقي شيء في قلبي يؤرقني لأني أخلفت الوعد ، و قد كان هذا الشخص هو خطيب صديقة حبيبتي الغالية التي أتمنى له من كل أعماق قلبي أن يجمعه و إياها لأن حبهما و إن كان حديث عهد آنذاك لكنه كان حب صافي و صادق شأنه شأن حبي لحبيبتي التي تركتني .
- يوم الأربعاء 12 أفريل 2012 سافرت لأقابل حبيبتي و قد أخذت معي شكولاطا نوعية ميلكا لها و أخرى ماريجا لصديقتها الغالية .. وصلت قرابة الساعة الحادي عشر صباحا ، و لأول مرة أتشجع لأدخل الجامعة .. ذهبت جهة المكتبة التي كانت تتواجد بها حبيبتي و إذ أنا واقف أنظر و أتساءل أين هي حبيبتي التي لم أعد أصبر على لقاءها .. حتي إتصلت بي و قد كانت مع صديقة أخرى لأول مرة أتعرف عليها و قالت لي إتبعني .. تبعتها قليلا حتى وقفت وراء المكتبة .. سلمت عليها و منحتها الشكولاطة لتمنحني هي عدة هدايا منها دب صغير أحمر اللون مع كتاب لأختي الصغرى و كتاب طبخ للكبرى و سبحة للتسبيح لأمي و كتاب حرز مسلم كتبت في صفحته الأولى بخط يدها ( إليك يا أغلى الناس – 11/4/12م ) هذا الكتاب أضعه بجانبي مخذتي إلى اليوم كي أنظر إليه لأفتكر حبيبتي افتحه يوميا لأرى خط يد حبيبتي ، و مساكة مفاتيح لم تغادر جيبي إلى الآن و سيالة ذات قفل سأروي قصتها في موضوع مستقل ، إضافة إلى هدية أخرى و أظنها كانت الأغلى و الأجمل هي تلك القصاصة الورقية التي وضعتها حبيبتي داخل ذلك الكتيب الصغير حيث كتبت عليها بخط يدها أيضا بعض الكلمات الجميلة الرقيقة المعبرة على حبها الخالص لي ، إضافة إلى صورتها التي إقتنعت بعد عامين من الحب أن تمنحها لي على أساس أنها شهادة تكريم منها لصدقي و لوفائي و لصفائي حبي لها أيضا تعينني على مواصلة دربي إلى غاية ذلك الموعد المحدد الذي لم يبقى يفصلنا عنه عدى بعض الأشهر المعدودات .
- وقفت مع حبيبتي و صديقتها حيث تكلمت مع صديقتها حول موضوع دراستهم و تخصصهم و مستقبلهم المهني و كذا حول لهجتنا المختلفة عن بعضنا البعض .. و خلال هذا الحوار كنت أسترق النظر لحبيبتي التي كانت تغطي فمها بحافظة من جراء الحشمة ، و بعده أرتني صورة البراءة التي كانت تحدثني عنها دوما على هاتفها لكن لم أستطع رؤية هاته الصورة بسبب أشعة الشمس .. و بعده صارت تصعد و تنزل على عتبة العمود الكهربائي الذي وقفنا بجانبه من دون أن تدرك ما تفعل .. و بعده بلحظات رن هاتف صديقة حبيبتي التي إبتعدت عنا قليلا للرد على هذه المكالمة تاركة لي فرصة الوقوف مع حبيبتي التي صرت و إياها فقط .. نظرت إليها و كلمتها .. ما أجمل تلك النظرات التي كانت ترمني بها و تلك الابتسامة و ذلك الصوت المميز و تلك العينين الذابلتين اللتين تشبهان عينين الفنانة المصرية شادية التي كنت أعشق أفلامها الرومانسية التي تمثلها مع عبد الحليم حافظ .
- قطعت حبيبتي ذلك اللقاء بطريقة غريبة حينما رأت زميلاتها اللاتي نزلن من المكتبة ، ليروها مع شاب قالت عنه إحداهن ( لابس بــه ) ، لينتهى هذا اللقاء حيث عدت راكبا الحافلة ، و في طريق عودتي كنت أكلم حبيبتي التي كانت تأكل شكلاطتي و تتدلع علي تدلع الأطفــــال .
- لم يكن يخطر ببالي لحظة واحدة أنها المرة الأخيرة التي أرى فيها حبيبتي لأنني قلت لها في المرة المقبلة بحول الواحد الأحد و قويته سأأتي طالبا يدك في تاريخ موعدنا المحدد .
***