- لم يسبق لي و أن رأيت هاته الولاية التي أحببتها قبل أن أراها ... كانت المناظر الطبيعية المميزة تشدني شدا خاصة عندما إقتربنا من ولاية حبيبتي ... بدأت أرى مناظر طبيعية لم أرها مثلها من قبل تميزها بساطة الناس و عيشهم و تواضعهم في اللباس و في البناءات الأمر الذي أضحكني كثيرا كثيرااا و أظن أن من كان ينظر لي في الحافلة سيظنني مجنون بلا شك .
- وصلت قرابة الساعة الحادي عشر صباحا فإتصلت مباشرة بحبيبتي أعلمها بقدومي .. و قد كنت أعلمتها برسائل على هاتفها و أنا في الطريق لكنها لم تصدقني حتى وصلت و هاتفتها ... خافت كثيرا بادئ الأمر و رفضت مقابلتي الأمر الذي جعلني أتوسل إليها و قد حلفت لها بالله العظيم أني لن أفعل شيئا يثير إنتباه الآخرين ... فقبلت أخيرا الأمر ... فقلت لها في تلك اللحظة ماذا كنت أرتدي بينما إكتفت هي بإعطائي لون و نوعية الخمار الذي ترتديه .
- وصلت بعد ربع ساعة للجامعة .. و الخوف يتملكني لدرجة أني أحسست بأن قدماي لا تستطيعان حملي .. و لكي أخفف عني كل هذا الضغط إتصلت بأعز صديق لي (المهندس) أخبره بحالي فرد علي بقوله يا لك من مثابـــــر .
- أشارت لي حبيبتي بأن أتجه لذلك المكان الذي وقفت فيه أنتظر قدوم حسناء .. جمالها لا يضاهيه جمال في هذا العالم الفسيح .. بعد لحظات وقفت أمامي فتاة و قد كان يفصل بيننا عازل حديدي بحيث هي متواجدة داخل الجامعة و أنا واقف خارجها و هناك فرق كبير في مستوى سطح الأرض فهي كانت في مكان منخفض بينما كنت أنا في مكان مرتفع و في ذلك الوقت كنت لازلت أنظر إلى بعيد و أتساءل : أين هي حسنائي ؟ .. بعد برهة أنزلت نظري إلى الفتاة التي كانت أمامي و التي كانت تبدو لي صغيرة جداا ترتدي نفس نوع و لون الخمار الذي قالت حبيبتي بأنها ترتديه .
- كانت ترمقني بنظرات إعجــــاب و كانت ترفع صوتها تكلم من تكلم علني أتعرف عليها بسرعة من خلال صوتها .. ذلك لأني في بادئ الأمر غمرني الشك بأنها ليست هي .. لكن فيما بعد عرفت أنها هي .. حبيبتي .. الفتاة التي تبدو صغيرة ، نحيفة ، قصيرة ، لها جبهة خارجة .
- لازلت أذكر عندما إتصلت بي بعد نهاية اللقاء تسألني عن رأيي بها ؟ .. أعترف أني أحسست لحظتها أنها خدعتني لأنها قالت لي يوما أنها جميلة .. إستحييت أن أجرحها بقولي أنك لم تعجبيني .. فلم أجد شيئا أقوله لها سوى .. عينيك .. عينيك .. قالت ما بهما ؟ قلت : جميلتين جداا ... لم أقل ذلك لجمال عيونها كما ذكرت سابقا بل لأني لم أجد ما أقوله لها .. حتى قلت ما قلت .
- ركبت الحافلة راجعا و في الطريق كانت الحيرة تتملكني في أن أواصل علاقتي بهاته الفتاة المتواضعة الجمال و القزمة (رأيتها قصيرة جداا بسبب أنها كانت تقف على أرضية منخفضة) .
- وصلت إلى مدينة المعهد الذي أدرس فيه على الساعة الخامسة مساءا فإتجهت مباشرة لصديقي الغالي (المهندس) كي أحكي له ما حصل معي .. و قد وجدته متشوق كثيرا ليعرف كيف هي حبيبة صديقه العزيز .. قلت له عـــادي فهي شبه كذا و كذا .. قال لي أنت قد توغلت في داخلها قبل أن تراها و راح يحدثني عن صفات التي تميز بنات و لاية حبيبتي .
- وضعت رأسي على الوسادة ذلك اليوم .. أحاول أن أتذكر صورة حبيبتي التي كنت قد رأيتها صباحا لكني لا أجدها لأجد مكانها صورة تلك الفتاة التي رسمتها في ذهني .
- كلمتها ليلا و قلت لها لازلت لم أصدق أني رأيتك و سألتها في رأيها بي ؟ فأجابت : روعة .. فسألتها من الأحسن أنا أم الذي رسمته في ذهنك ؟ فأجابت : لا أنت أجمل بكثير لأنني كنت أتخيله قصير القامة .