قلت لصديقي .. أعرف مقدار غيرتك على حبيبتك ..
و لكن هل هي تغار عليك ؟؟ .. أعرف الآن قد رحلت وتركتك .. سؤالي عن الأيام التي كنتما على اتفاق ..
فكان رده كالآتي :
ضحك قليلا .. ثم قال و الابتسامة بادية على وجهه و كأنني ذكرته بتلك الحبيبة التي يستمتع و هو يتحدث عنها ..
و من قال أنها رحلت و تركتني ؟؟ .. حبيبتي إن رحلت بجسمها فلم ترحل روحها التي لم تغادرني يوما .. أحس بها كما أحس بك أنت الذي بجانبي .. ثم إن ما يهم في الانسان هو الروح لأننا لو كنا نحب من أجل جمال الشكل فهذا الجمال سيفنى و يضمحل يوما ما .. لكن الروح تبقى هي هي .. و الشاعر العربي قال قديما :
قم للنفس و عظم فضائلها .. فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أما بخصوص سؤالك .. نعم حبيبتي تغار علي أكثر من غيرتي أنا عليها ..
فذات مرة درست في اقسام الجامعة قصيدة من الادب القديم مطلعها :
أعددت للشعراء سما ياقعا ... فسقيت آخرهم بالكأس الأول
حفظته من أول وهلة .. و ذات يوم كعادتي أردت إغضابها فقلت لها اليوم كلمت الفتاة الفلانية و قد صادفت فتاة جميلة جداا في السوق و .. فردت علي بهذا البيت الذي حفظته لكنها حرفته بما يتناسب و حالها غيرتها الشديدة التي تعصر قلبها فقالت :
أعددت لهـــن سمـــا ياقعــــا ... فسقيت آخرتهن بالكـــأس الأول
فصار هذا البيت أجمل و أحلى بالنسبة لي لأنه من عبقريات حبيبتي الغيورة و المجنونة بي .
أيضا .. ذات مساء صارحتها بأني نادم و آسف لأني خنتها عندما تكلمت مع فتاة اسمها خديجة .. فكاد يطير عقلها .. عاتبتني كثيرااا .. و في الليل كاعادتي كلما أفعل شيء يسيئ لحبي معها أتكلم مع حبيبتي لأطمنئن على حالها و حال حبها لي و بأنها قد سامحتني أو لا ؟ .. فقالت لي شيء مضحك و هو :
تعرف يا .... أني صرت أكره حتى شرب ماء لالة خديجة .. حرمته على نفسي و لا أطيق رؤية تلك القارورات أمامي .
يوما آخر .. قلت لها أحب أختي كثيراا و قد كانت من أقرانها .. و قلت لو كان يحل لي الزواج بها لتزوجتها .. هاته المرة سكتت .. فتبدلت نبرة صوتها فأحسست بأنها بركان يريد أن ينفجر .. و ما لبثت حتى صارحتها بمزاحي لها .
يوما آخر كالعادة أحب إغضابها لكن هاته المرة بإبراز محاسن صديقتها الغالية .. فقلت لها صديقتك صوتها أحن و أجمل من صوتك و شخصيتها أقوى من شخصيتك الضعيفة و سنها أصغر منك و نقاطها أعلى من نقاطك .. و صرت أسأل عليها كل مرة حتى أثير غضب حبيبتي (ربي يغفر لــي أعترف أني عذبتها كثيرااا لكن يشهد الله على أني كنت أفعل ذلك لأن حالة حبيبتي و هي غاضبة بتجنن) .. فقالت لي يوما حدد هل تحبها هي أم أنـــــــــــــــا ؟؟؟ كم أضحكني هذا السؤال الغبي . الصادر من تلك الحبيبة الغيورة جداا و العفوية و خفيفة الروح و الوزن و المجنونة أيضا .
.