ظــلال المساء
* برانس عبدالله/عنابة
ظلال المساء...
تحوم حول منابت الوجد
لم تكن سوى حشاشات
بقايا الزمن المحترق
بصبابات الهوى
هذه الديمات تغدق الودق الأخير
على مهج المعذبين
توشم التهاويل الباهته
والزخات جمل من الإستفهامات
تظل تطارد صمتي المنزوي...الغائر
في عيون المها البري
كل الأماني تخفق بأجنحة متكسرة
زرقاء اليمامة ...
لو تصدقين في عد حزوني
وحيازيم مهجتي
تحتضر في سكوني
والشمس ترسل حنواتها الدافئه
على قسمات بونه
بونه إختلجتها برود الشتاء
تغمدتها ظلال المغيب
وما تبقى من سكينات الوقار
والضويضاء الهسيسه
ماتزال تنبض في قلب المدينه
ظلال المساء تغرق المدينه
في ما تبقى من رذاذات المطر
وجهها الصامت
يشكل فسيفساء باهته
تتناثر هنا وهناك
عبر الشوارع والأزقة الحزينه
أزيز السيارات الفارهه
وثرثرة السيدات الفارغه
تنبعث من هنا وهناك
كضجيج عابث
يحاول إختراق سكينتها
وتبديد صلواتها
غير أنها لا تبالي لهذا الطنين الزائف
وتستدير صوب البحر
صوب الإيدوغ الأشم
الإيدوغ محجة ثلجية بيضاء
توجب على الجميع
تأدية طقوس الولاء السرمدي
إنه حارسها الأبدي الأمين
يشرف عليها فوق كل شيئ
لم تكد تتساقط عرائس الثلج على جنبات الإيدوغ
وتذوب على صدره اللاهج
وتتبدد غمامات الشتاء في عنفوانه الجديد
حتى آن أوان اللقاءات الناطره
وتنزلت ظلال المساء
تغرق المدينه في أحلامها العاطره
قد خبت نارها حينها
في إجتياحات العواصف الماطره
وغرور السوسن بين أناملها
يعته بأراجيح الهواجس الخاطره
وأنا أحزم حقائب الرحيل عنها
أبحث في قطارات العمر عن قاطره
برانس عبدالله/عنابة/الجمهورية الجزائرية
هوامش
- هذه القصيدة نشرت بالجريدة الجزائرية اليومية * صوت الاحرار*
- بونه هو الاسم الروماني القديم لمدينة عنابة
-الايدوغ هو احد اكبر الجبال التي تشرف على مدينة عنابة يتجاوز علوه 1000 م