الصبابة
عبدالله برانس
قــد جـفـا الـقـلـب بـعـدكـي وقـفـر فـاغدقـيـني بـرذاذات المـطر
ريـثـمـا أرتـوي مـنـكـي ويـنـمــو الـحــب فـي قـلـبـي ويـزدهـر
سـائـلي مـن أيـن أنـت لا تـسـل واسـأل الـسـاهـر عني والقمر
أنـا لا أعــرف إلا أنني مـنـهـا إلــيـهـا ولــيــس لي مـنـهـا مـــفــــر
كـل الـــعـــذابـات قـــد ذقـــتــهــا لــكن عــذابـهــا أدهـى وأمـــر
بـــيــنـي وبــيـن الـتــي هـــمــت بــهــا أطـــوار وبــحــار وجــــزر
حدثـنـي المـوج عـنـها فـقـال على الـشـاطئ لـمحت لمح البصر
مـا أبـدع الــرحـمن من حـسـنـهـا لـم يـخـطر عـلى بـال بـشـر
عـروس أسـدلـت شـعـرها للريـح واكـتـملـت في لـيـلتهـا كالقمر
تـلاغـي الــنـوارس فـي زقـوهـا وتــرمـي عـبـاب الـبحـر بـالحجر
مـن رام فـي طــلــب طـيـــفــهـا رصـد الـعــمــر كـله يــنــتــظـــر
أو رام يــا ولـــدي وصــلـهــا أو كــان فـي نــفــســه مـنـهـا وتـــر
رام الـــمــحــال مـــن أمــرهــا وخــاب فـــي ســعــيــه وخــسـر
كـم غـريـق هـنـاك عـلـى الـشـاطـئ رمـــتــه صـريــعــا مـنـدحر
فــإن ســألــت فـاســأل الــبــحـر عـــنــهــا فــهــو أدرى بـالـخـبر
واســأل الــشــاعر عــن صبابـتـه التـي لـم تــبـق فـيـه ولـم تـذر
أضــرمــت الـقــصـائــد فـي قــلــبـه فـهـو فـي حرهـا يـســتــعر
كـلـمـا أزداد فـــيــهــا احـتـراقــا كـالـذهــب ازدان مـنـهـا ونــضــر
الجمهورية الجزائرية /عنابة