روح المواطنة ودولة بطيخ
روح المواطنة والشعور بالانتماء للوطن ، هي الاساس في بناء الاوطان ، وهي الاساس في رقي الشعوب ، اين العراق من هذه الروح ، وقد استأسد عليهم ابناء جلدتهم ، كيف لي ان أملك شعور المواطنة وانا لا املك شبراً في بلدي ، كيف ان املكه واني ارى العراق يملكه افراد ، عبر الزمن ، وكلما تبدل الحكم وهم نفسهم فقط لا غير ، كلما تبدل الظالم نفسهم نجدهم في صفوف المظلومين بل في مقدمتهم ، ينادون بالمظلومية ، والمظلوم الحقيقي قابع في البيت وهو خائف من عودة الجزار.
هل تغير شيء في عراق اليوم؟
كلا ، لم يتغير شيء ، فلازال الميزان يبخس الحقوق على حساب الكادحين والمتفانين في اعمالهم ، ومن اسوء النماذج التي تجسد الظلم ، هو ما حصل من دمج المليشيات ، حيث ان الحكام ساوموا بدم العراقيين ، التي لم تجف بعد ، ولم يستلم الايتام حقوقهم ، بل انهم لم يحصلوا على رواتب تقاعدية ، بينما كوفئ - قتلة الجيش والشرطة - برتب عسكرية عليا ، ورواتب شهرية ، وسلف من الدولة ومنه من حصل على قطعة ارض.
نعم منهم من حصل على رتبة عميد قبل ان يدخل الى الكلية العسكرية ، وقد يكون لا يعرف حتى كتابة اسمه ، اي انه امي ، فهل تغير النهج عن نهج صدام ، الذي اعطى رتباً عسكرية عليا الى اناس ممن هم برتبة ( عريف ).
كم في العراق من مهازل ، ولكن مهزلة الدمج اسوئها ، حيث تقلد القتلة وتنصبوا على كراسي الحكم ، وجرحى القوات المسلحة العراقية لا يملكون كرسي متحرك ، فقدوا اعضائهم من اجل الذود عن العراق واهله ، او حتى دافعوا عنهم من اجل اكتساب راتب يشترون به سبل المعيشة ، ولكن من المغيث والى من يشتكون ، فالجلادون قد نصبوا عليهم ، هم نفسهم الذين كانوا بالأمس القريب يقتلون ابناء قواتنا المسلحة العراقية من الجيش والشرطة.
اما من يعمل بإخلاص فإن جزائه هو التعب والضغط عليه ، والسراق واللصوص يتقلدون المنصب الاعلى فالأعلى ، ويكرم المسؤول على اساس قدرته على السرقة وذكائه في ايجاد طريقة كسب مال اكبر من خلال منصبه.
جميع المناصب في عراق اليوم تباع ويدفع مبلغ استئجار شهري عنها فوق مبلغ البيع ، والمنصب او الكرسي يعطى لمن يعطي او يدفع اكثر من المال ، لا يعطى لمن يبذل اكثر جهد في تحقيق كفاءة بالعمل ، لذلك جميع دوائر الدولة معطلة ، فقد حق القول " اذا كان رب البيت على الطبل ناقر فما شيمة اهل الدار" ، نعم كيف يعمل الكفوء اذا كان مديره ليس من ذوي الاختصاص ، واني انما اذكر هذا الكلام لا استهدف رئيس مجلس الوزراء شخصياً ، كلا لان هذه المناصب موزعة حسب مبدأ التوازن ، اي كل حزب يبيع حصته ، فجميع الكتل مشتركة في هذه الجريمة ، لأجل اضعاف روح المواطنة عند الشعب.
فاذا كان اصغر مجلس " كالمجلس البلدي " يتجول اليوم على اصحاب المولدات ، بعد ان تم اعطاء الوقود مجاناً لتزويد المواطن بالكهرباء بأسعار مدعومة بمدة تشغيل (12) ساعة ، ويأخذون منهم (2000) دولار امريكي ، لكي لا يستقبلوا اي شكوى من مشتركي المولدة (المواطنين) ، فما بالك بكم يستفيد المجلس الاعلى فالأعلى منه.
وكيف سيتم تعزيز روح المواطنة اذا لم يتم تعزيز روح الثقة في دولة بطيخ.
بقلم / ابـــو هـــدى