ياسيدي تريدني أن أتسلل من عباءة أحزاني
أن أحطم زجاج آلامي
أن أتحرر من ذاك القيد الذي يلف عنقي منذ سنين
وأعدو فوق حصانٍ ذهبي إلى الغيوم الوردية
لأراقص نجوم السماء
وأهمس للقمر الساكن في قلوب العشاق
بأحلى الكلمات الغزلية؟!
كيف ياسيدي وقد أعيتني الدنيا
وقذفتني السماء بشهب الأحزان
وأصبحت أسيرةً للخوف والوحدة والوداع
أترقب إعصار المجهول
وأتبعثر إلى كلمات تتجول في الروح
وترقد في مثوى القلب
تنتظر لساعاتٍ وأيام كي تخرج إلى الكون
على نسائم آهاته
وقطراته الحمراء!!
أنا لست" أثينا " ياسيدي
كي أجمع أوجاعي في تابوت وأدفنها
لأصبح آلهة الحكمة!
ولست "أفروديت" كي أبحث عن الحب
في دهاليز مدينة أحزاني السوداء!
كي أغدو آلهة الحب والسلام !!!!
أنا أُؤمن بأن الحب لاينمو في صقيع الشتاء
ولا تزهر أشجاره في سواد العتمة
ولاتحلو ثماره المروية بالدموع
فكيف لروح بلا عنوان أومكان
مقيمةٌ في جزيرة الصقيع
محاطة بأسلاكٍ من جليد
أن تقتني أساور الحكمة وتتقلد نجوم الحب؟
لقد امتهنت زراعة الورد في أرض شقائي
كي أستطيع أن أُحبّ الحياة!!!
وحفرت وسط صخور اليأس جداولاً من أحلام وأمنيات
كي أهب صحراء أفكاري روح البقاء
ياسيدي أنا امرأةٌ تحمل قلباً من نارٍ ونور
وتمسك بسلالٍ من وردٍ ورصاص
وتمتلك شعارات بريئة وشريرة
تعلق كل صباح على جدران منزلها تسابيح القرآن
كي لاتأتي عربات الرحيل فتبعثرها من جديد
أو تخطف من بين يديها أحبتها!!!
وتقف كل مساء على نافذة حياتها
تحاور النسمات والتاريخ والأشعار
لتهرب من النظر إلى أكوام متاعبها!
أنا تلك الوردة التي تحلم بأرضٍ نقية
تغرس فيها حروفاً من حبٍ وخير لتصبح سنابل مجد
وتهفو إلى سماءٍ زرقاء
وغيومٍ بيضاء
وأمطارٍ من ياسمين
وبحارٍ من نور
لتتعمد فيها فتضيء شموع السلام والحب من حولها
وتدخل من بوابات العيد والفرح
إلى عالم أحلامها!!
أمنياتك ودعواتك ياسيدي نبيلة
ولكن زماني الشقي كي يتغير
يحتاج إلى سيف قائد
وقوة ثائر
وحكمة فيلسوف
وهداية نبي
وقدرة الله….