الحظ السيء

شاعر اسم الدولة : العراق

الحظ السيء

الحظ ذلك الشيء الذي نجعل منه شماعة لكل شيء يعكس معنا قد يصادفنا في حياتنا العملية لكننا ننسى ونتناسى ان هذا الحظ هو انواع ففي تشبيه بسيط هو اشبه بالمشكلة من حيث النوع ,فكما المشاكل انواع فالحظ كذلك , فهناك حسب التسميات الدارجة حظ نحس وحظ سيء وحظ عاثر وحظ نائم والى الكثير من التسميات التي تنطبق والحالة التي تتلائم معها , فاحيانا تصادفنا مشكلة بسيطة فترانا نلف وندور بحثا عن حل لها وهي في حقيقتها لاتستحق منا كل هذا العناء,لاكننا لانكتشف هذه الحقيقة الا بعد حين بعد ان تصادفنا مشكلة ادهى منها وأمر فنقول محدثين انفسنا يا ليتها كانت كسابقتها . فقد نشتري بضاعة ما وبعد حين نكتشف انها غير صالحة للاستعمال مثلا فنندب حظنا العاثر على فعلتنا هذه ونلوم انفسنا ونبدأ بطرح الاسئلة لماذا لم ننتبه الى تأريخ الانتاج؟لماذا لم نقرأ من هي الدولة المصنعة؟ ولماذا تجر لماذا وفي كل لماذا حرقة دم وتلف للاعصاب.

هنا الحظ حسب تقديري لم يبتعد منا كثيرا فقد يكون حالفنا كثيرا في سعر البضاعة المشتراة قد يكون غير مكلف لاكننا هنا لم نشكر حظنا على وقوفه معنا بل ازددنا فيه لوما وأشبعناه نوما بقولنا (حظنا نائم).
وقد يقوم احدنا من نومه متأخرا عن دوامه ولايجد القميص الفلاني اللون مكويا فيعربد على اهل بيته ويدخلهم في درجات الانذار القصوى ماسكا مشكلة قميصه الجذاب ليعلقها على شماعة الحظ نعم حظه النحس الذي انساه ان يأمر بكوي قميصه ليلا,ولم يسأل نفسه ماعلاقة كوي القميص بالحظ,وهنا حسب رأيي ليس للحظ مكان في هذه المشكلة الابسط من البسيطة فحلها واضح هو ان يرتدي قميصا اخر وينتهي كل شيء ولاداعي لأيقاظ حظه من الصباح وليدعه يغط بنومة عميقة لانه سيحتاجه في اي لحظة, وهكذا نضع اللوم على الحظ في كل مشكلة ومعضلة قد تصادفنا في حياتنا اليومية وما اكثرها .

المهم المشكلة ليست في القميص او شراء حاجة فاسدة فكلها في نظري اشياء تافه لاقيمة لها ولاتستحق ان نحرك لها شفاهنا,الطامة الكبرى التي اعلقها على شماعة الحظ هي عندما تعيش في مجتمع لايستطع ان يميز شيئا في الحياة سوى انه يعرف ان الرجل ابن ادم والمرأة ابنة حواء لاكنه لم ولن يعمل على معرفة من هي حواء ومن هو ادم ليس لديه خاصية المعرفة معرفة الاشخاص الذين هم حوله ,وبتعبير اخر ليس لديه صفة التمييز فهو لايعرف من هو الرجل النبيل ومن هي المرأة النبيله هو فقط يرى ان الرجل من لديه ملامح الرجولة فليس له دخل بما يحمله من فكر واخلاق ,وكذلك نظرته للمرأة فهو يرى فيها صفات الانوثة فقط ليس لديه دخل بما تحمله من افكار وثقافة.

من هنا اقو ل ان شاء القدر وعشت في هكذا مجتمع وانت لست منهم اي ان افكارك وتصرفاتك وطموحك لايتناسب والمجتمع الذي تعيش معه,وانت تقرأ هذه السطور سيتبادر الى ذهنك سؤال يقول فحواه ,الا يوجد غيرهذا الشخص في هذا المجتمع الذي يعيشه؟وساجيبك بقولي طبعا يوجد من هو افضل منه ولكنهم قليلين وبما انهم بهذه القلة فحتما لن يكون لهم اليد الطولى في تغيير من هم حولهم لان افكاره لاتنطبق مع قالب افكارهم فهو في واد وهم في وديان وليس واد واحد ,مشتتين الفكر والعقل, فهنا اقول لك انه الحظ نعم انه الحظ السيء فعلا هو الذي جلبهم الى هذا البئر العميق الذي سوف لن يستطيعون الخروج منه الا بصعوبة بالغة ,
فمع من سيتكلمون ؟ومع من سيتناقشون؟وعلى من سيطرحون افكارهم؟ اذا سيعيشون في عزلة ,وسيوصفون بالقاب ما انزل الله بها من سلطان.
والله في عون كل من يعيش في هكذا مجتمع.

............................................................

الكاتب
عبدالحميد الغربري

موضوع: رد: الحظ السيء السبت سبتمبر 25, 2010 12:42 am

اخي عبد الحميد

شكرا لهذا الطرح ،يعني انك تعترف بوجود الحظ السيء وهو كثيرا موجود في حياتنا

مرفأ موقوف اسم الدولة : الجزائر

انا حظي سيء دائما وفي ناس مايستاهلو وحظهم احسن من الكثير من الناس

مرفأ ذهبي اسم الدولة : العراق

طرح غني بالافكار شكرا لك استاذ عبد الحميد

شاعر اسم الدولة : العراق

الرائعة admin
اولا شكرا لمرورك الكريم
وثانيا الحظ موجود في كل زمان وهو الذي يلعب لعبته فينا
فهناك الكثير من الرجال والنساء من الذين لم يحالفهم الحظ بالزواج وهم على خلق ودين وثقافة
وهناك الكثير من الذين يبحثون عن فرصة عمل ولايجدون على الرغم من شهاداتهم العالية
وكم وكم وكم الى الكثير من الشواهد التي تدل على الحظ
شكري وتقديري
دمت بخير

» و ابتسم الحظ أخيرا
» ابن الرومي..سلسلة من المآسي وسوء الحظ
» تشارلز بوكوفسكd- الفرق بين شاعر رديء وشاعر جيد هو الحظ