حوار جرئ
ذلك الذي أجريته مع صديقي الحزين منذ تركته حبيبته
بدات بقولي : كيف حالك يا صديقي ؟
قال : الحمد لله بخير
قلت : قد كتبت شيئا في منتدى أدمنه على حالتك هاته .. فهل أقرأه على مسامعك .
قال : تفضل أخي بكل سرور
قلت : قرأت عليه ذلك الموضوع (( لما وعدتني ؟؟ ))
قال : لما كل هذا ؟
فقلت : هي حقيقة كتبتها
قال : قل هو جفاء منك .. ما كان عليك أن ترد هكذا
قلت : و قد أغضبني ما قاله .. الجفاء هو ما فعلته بك تلك الخائنة ..
فقال : لا أخي .. هذا ليس أسلوبك و ليس بأسلوب العقلاء
فقلت : إذن .. أريني كيف يكون أسلوب العقلاء مع أمثلاء هؤلاء
قال : إفهم أخي .. أن في هاته الحياة (( ما ينفع غير الصح )) هاذي كلمة جدودنا علموهالنا .. أخي تعلم دوما أن تكون مثل الشجرة يرميها الناس بالحجارة و هي ترميهم بالثمار .. إياك إياك أن تنتقم ممن آذاك ... فمهما فعل بك لن يضر إلا نفسه و إذا كنت تستطيع أن تحسن لمن ظلمك و آذاك ففعل ..
* عجبتك من هذا الكلام الذي يقوله هذا الصديق الذي لازال يعاني من الآلام التي سببتها له ...
فقلت : لنخصص حوارنا حول موضوعك أنت .. أعلم أن جرحك لازال ينزف .. فما فعلت مع تلك الخائنة ؟؟
قال : ربي يسامحني و يسامحها ...
قلت : فقط .. ولكن أفصح لي عن ماذا فعلت وما تريد أن تفعل في المستقبل انشاء الله
قال : أنت أعز صديق لي .. و تعلم أني لم أخنها و تعلم أيضا أن نيتي إتجاهها كانت واضحة و موعدي كان محدد .. أما هي فسامحها الله أخلفت وعدها لي و تركتني في أحلك الظروف و أنت تعلمها .. غضبت مدة ثم بدأت أفكر بعقلي .. استطعت أن أسامحها و أن أبارك لها زواجها و أن أدعوا لها بالسعادة و الهناء ... و لو كنت أقدر كنت أهديتها أغلى هدية زفاف تباع ولكن ... هذا ما كان علي فعله و قد فعلته .
قلت : جميل .. و ما رأيك في حياتها هي بعد الذي فعلته ..
قال : تريد مني الحقيقة .. قلت نعم هذا غايتي
قال : هي حبيبتي و ستبقى للأبد هكذا .. أنا الذي ربيتها لمدة 03 سنوات .. أعرف كيف تفكر و أعرف كيف تقدر الامور و أعرف مدى جنونها و خفة عقلها و شغفها و مغامراتها ... شخصية حبيبتي .. صرت أعرفها كما أعرف نفسي و أكثر .. تركها لي لا يعني أنها لم تحبني .. حاشا لله .. أشهد و أنت أيضا تشهد عن ما فعلته من اجلي .. تلك التضحيات .. تلك الصرخات عني .. و تلك الدموع عندما أفارقها لساعات .. كل هذا لم يكن أبدا أبدا لعب أو تمثيل أو خداع ..
كما قلت لك .. طبيعة شخصيتها و خفة روحها و شغفها الزائد و كذا روح المغامرة لإكتشاف ذلك العالم الذي يحلم به كل من يحلم .. جعلها تتنصل حتى من ذاتها .. فرحت فرحا شديدا .. لم تصدق الخبر و لم تصدق ذلك لأشياء عديدة منها أنها ليست بالفتاة الجميلة ووو .. أشياء أخرى لن أستطيع ذكرها ..
طار عقلها و فرحتها أنستها روحها و وعدها لي بل و حتى حبها ... هذا تحليل شخصية حبيبتي المجنونة .
قلت : تحليل جيد .. أنت أدرى به وحدك .. و هل تستطيع أن تحلل لي ما سيقع من أحداث لهاته الحبيبة الخــ .. ؟
قال : قل ما سيحدث لتلك المسكينة ..
قلت : قف ؟ مسكينة .. بعد كل الذي فعلته و تقول لي مسكينة ؟؟ .. أخي اسمحلي أنا أراك أنت المسكين في هاته الحكاية .
قال : بعد إبتسامة الجميلة .. نعم مسكينة .. و سأبين لك ذلك .. مسكينة لأنها لم تستطع التحكم في نفسها .. مسكينة لأنها سجنت الضمير و حديث العقل و القلب .. لم تسمع لهم إطلاقا إطلاقا .. إلا بعد مدة .. أقول لك ما سيجري في حياة هاته المسكينة .. أوكي قد تزوجت .. يا لها من مغامرة جميلة .. على الأقل تبدو للعيان هكذا لكن بمرور الايام .. ستصبح هاته المغامرة الجميلة و هذا العالم الذي إكتشفته مجرد عادة تدخل في عادات يوميا .. يبدأ الضمير يتكلم و يبدأ العقل و القلب يدق يحركه الشوق لكل شيء جميل كان في حياتها .. تركته و ضحت به من أجل هاته المغامرة .. سيقوى حديث الضمير خاصة اذا لم تجد الانسجام في حياتها .. ستبدأ نفسيتها في التعب رويدا رويدا .. و سيبدأ العقل يفتح لها كل الملفات التي فيها سعادة من ذلك الماضي الجميل .. مع فتورها من ذلك العالم .. أو بإكتشاف ما كانت ترغب في اكتشافه .. يزيد صوت الضمير و يزيد العقل من فتح الذكريات الجميلة و يبدأ القلب يدق أكثر فأكثر ... أقول هذا لأني كلي يقين بأن ذلك العالم لا وجود فيه لأدنى عاطفة .. أناس لا يرحمون كأنهم الآلات .. كل شيء منظم .. كل شيء بوقته .. و كل شيء بثمنه .. أقول هذا ولم أقل شيئا عن ذلك الشخص .. فربما قد أعجبنا شكله لكن داخليا عقليا تاريخيا .. قد تفاجأ بأشياء أخرى تزيد من انهارها ..
قلت : أرجوك قف .. كلام صادق .. صحيح هاته فتاة مسكينة ... ماذا لو انفصلت هل ستتزوج امرأة مطلقة .
قال : قال و هل عندك شك في ذلك ؟ روحي و رجعت لي فهل أتركها بعد كل هاته المعاناة .
قلت : ماذا عن ما سيقوله الناس عنك ..
قال : و ما دخلي بالناس .. حياتي و أنا سيد نفسي .. الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج أمنا خديجة و عمرها 40 و هو كان 25 سنة .. أيضا ستزيد سعادتي لأن ذلك يعفيني من اقامة عرس و أنت تعرف أني أكره الاعراس ..
قلت : صديقي واثق من كلامك .. سؤال أخير .. هل ستتزوج بأخرى إن لم يكتب الرجوع لها ؟
قال : لو كنت أستطيع .. لما أبخل نفسي .. اقسم أني لن أستطيع ذلك مهما مر الزمن ..
قلت : و هل ستبقى هكذا طوال حياتك
قال : و كم هي هاته الحياة .. 40 سنة على الأكثر ثم ننتقل الى الدار الآخرة .
قلت : و الله أنا على ثقة بأن الله لن يخيبك .. لأنه وحده يعلم مدى صدق نواياك .. مسكينة حقا هاته الفتاة ..
هكذا كان حواري مع مجنون ليلى في زمن ضاع فيه كل شيء
.