العرب ينفقون على الكلاب والبغال أكثر من العلم والعلماء!!

العرب ينفقون على الكلاب والبغال أكثر من العلم والعلماء!!
كتبها أ محمد عباس محمد   
الاثنين, 30 نوفمبر 2009 21:55

لماذا لم تستطع جامعة عربية واحدة أن تصنف ضمن الخمسمائة جامعة الأولى في العالم؟, كيف لأمة أن تتقدم إذا كانت تنفق على بغالها وجمالها ويخوتها وملذاتها وحاشياتها وكلاب صيدها أكثر
مما تنفقه على العلم والعلماء؟, كيف ننهض علميا إذا كانت فضائياتنا أكثر اهتماما بالكاسيات العاريات منه بالبحث العلمي؟, كيف يبدع طلابنا إذا غدت جامعاتنا مقبرة للإبداع؟, كيف نريد للدول العربية الفقيرة أن تباري إسرائيل المدعومة من  أمريكا في البحث أو في الإنفاق على البحث العلمي؟.

هذه التساؤلات وغيرها كانت موضوع الحلقة الأخيرة لبرنامج الاتجاه المعاكس المذاع على قناة" الجزيرة" الفضائية ويقدمه الإعلامي فيصل القاسم من خلال استضافته لبعض المتخصصين في مجال التعليم الجامعي.

فخلال الحلقة تحدث د. أديب الزغبي -  أستاذ جامعي بالاردن – عن السبب الرئيسي وراء تاخر الجامعات العربية فى التقدم العلمي مقارنة بالجامعات الغربية, فأشار الى عدم وجود الإرادة لدى صانعي القرار بالنهوض بالتعليم العربي إلى مستوى عالمي, الى جانب انها أصبحت امتدادا للتعليم الابتدائي من تعليم وتلقين وتحفيظ وقتل للإبداع, وأوضح فى حديثه الى وجود دراسات علمية توضح تقييم الجامعات على مستوى العالم, فجاء فى مقدمتها تايوان وبها 14 جامعة, وتليها التشيك وبها 7 جامعات واسرائيل بها 4 جامعات والوطن العربي من المحيط الى الخليج به جامعتان فقط من السعودية ,وفى أفريقيا من اعلى عشرة جامعات جامعتى القاهرة والجامعة الامريكية بالقاهرة .
وأشار الزغبي فى حديثه الى معدل الانفاق على البحث العلمي, الذي وصل في  كل الدول العربية الى  1.7 مليا دولار مقارنة بستة مليار في اسرائيل  و98 مليار في اليابان، معنى ذلك أن حصة الفرد العربي من الإنفاق على الأبحاث أربعة دولارات بالسنة, بينما المعدل العام في العالم من ألف إلى أكثر, موضحا ان إسرائيل تصرف حوالي 972 دولارا على الشخص، بينما  ينفق العرب أربعة دولارات, مما دفع الى انخفاض عدد الباحثين في الوطن العربي .
بينما عقب أحمد امبارك الشاطر - رئيس الاتحاد العام للطلبة العرب والأمين العام للمنظمة العربية والأفريقية للتنمية البشرية- على حديث د. الزغبي, ليوضح  ان تصنيفات الجامعات التى تتم انما تاتى من قبل مكاتب الدعاية الاعلامية لجنى الاموال, وانها فى حقيقة الامر لا علاقة لها بالعلم والتعليم, ويتم ذلك من خلال موقع الجامعة ومقارنتها بعدد الطلاب والبحوث العلمية التى اجريت ومدى حصولها على جائزة نوبل.
 مستشهدا في حديثه ببعض الجامعات العربية العريقة مثل جامعة القاهرة ودمشق وبغداد وغيرها, مشيرا فى حديثه الى قوة الجامعات العربية التي خرجت كل هؤلاء الأساتذة الحاصلين على  جائزة نوبل مثل الدكتور زويل وغيره, الى جانب ان الجامعات مهمتها أن تخرج أطباء ومهندسين ومعلمين لسد حاجة السوق والمجتمع .

وعن مدى انفاق الحكومات على البحث العلمي اشار د. الزغبي الى تدنى الانفاق فى الوطن العربي ,حيث يتم الاهتمام بكرة القدم اكثر من الاهتمام بالبحث العلمي  مما نتج عنه سوء العملية التعليمية المتمثلة في الطلاب والاساتذة, وبالتالى يحصل المجتمع على خريج غير مؤهل للعمل والبحث العلمي, الى جانب ان الابحاث العلمية المنشورة يتحكم بها الجهات المانحة والحكومات التى تدير الجامعات .

ومن الجدير بالذكر ان هناك ثقافة احتكار واضحة للعلم والعلماء في الوطن العربي, فالدول التي تنفق على البحث العلمي هي من أصبحت من مصاف الدول المتقدمة، وحينما يتوفر الفساد في دولة ما لا يصعب وجود علم و علماء او ابحاث, وبالتالي لا تتقدم ولا يكون بها حضارة .
وأشار د. الزغبي اثناء الحوار الى بعض الدول الخليجية التي تهتم بالبحث العلمي بعض الشئ, فتقوم باستيراد أساتذة جامعات و خريجين للعمل لديها, لكنها تحدد حريته فتجعله يفكر كما تفكر هى, لانه يعمل لصالحها فتعمل بمنطق أنا استوردتك وأنا مسؤولة عنك ,وعميد الكلية لا يسمح لرئيس القسم أو للدكتور الصغير أن يفكر خارج إطاره ,وإذا خرج ببحث يجب أن يضع عليه اسم عميد الكلية.

وحول وضع البحث العلمي أوضح الشاطر انه يحتاج لمناخ لكى ينمو فيه متمثل فى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وما يوجد فى الوطن العربي ملئ بالمشاكل السياسية والاقتصادية , ومع ذلك فقد خرجت الجامعات العربية العديد من الاطباء والعلماء البارزين في مجالهم .

واختتمت الحلقة بقول د. الزغبي " لئن تقطع يد رسام ثم تقول له ارسم أو أن تسحب لسان متحدث ثم تقول له تكلم أهون من أن تنشئ عالما وباحثا ثم تقول له لا تفكر وابصم"