الإساءة المصرية تجاوزت الخطوط الحمراء والدولة تعي كيف ومتى تردّ

مؤكدين
على أن الرأي العام العالمي سيشهد على أضحوكة المطالبة بمتابعة الجزائر
أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي، فيما تأسف هؤلاء عن وجود فراغ قانوني لا
يعطي الشعب الجزائري حق متابعة هذه القنوات أمام القضاء، فيما اعتبروا أن
قضية التمادي في إهانة كل ما هو جزائري قضية سياسية، سترد عليها مؤسسات
الدولة عبر قنواتها بالطريقة التي تبتغيها.

وقال
بوشاشي رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، أن الخطاب الإعلامي المصري
والشحن "الهمجي" الذي سبق المباراة الكروية، والتي صبت في اتجاه المساس
بشرف وتاريخ وتضحية شعب قدم أكبر تضحية في تاريخ القرن العشرين، هي في
حقيقة الأمر كانت عبارة عن تحريض للكراهية والتعصب، وهو عمل مناف لمبادئ
التسامح وحقوق الإنسان، مؤكدا أن كل مواثيق حقوق الإنسان في العالم تجرم
الدعوة إلى التحريض والعنصرية".

وبعد
أن تأسف لتكالب الإعلام المصري، قال بوشاشي أن عملية الشحن والتحريض
الإعلامي المصري، لا يمكن أن تكون بمعزل من خلفيات سياسية، موضحا أن الأمر
يتعلق بتجنيد منظم لهذه القنوات "المرتزقة" من قبل النظام المصري لتحويل
أنظار الرأي العام الشعبي، عن المشاكل الداخلية، باختلاق عدو افتراضي هو
الشعب الجزائري، وهو فعلا ما جعل الإعلام المصري يقع في فخ التحريض
والشوفينية والدعوة إلى الكراهية.

وأضاف
الحقوقي الجزائري أن دعواتهم لمقاضاة الجزائر في محكمة لاهاي "أضحوكة"
سيلتفت إليها الرأي العام العالمي، ويسجلها للمصريين، لأن القضية لم تصبح
اليوم قضية أفراد، أو المطالبة برد اعتبار من فضائيات "متكالبة"، لأن
القانون المصري هو الذي يحكمها.

وقال
أيضا القضية تعدت ذلك وأصبحت قضية سياسية، ومؤسسات الدولة هي المعنية
بالالتفات لما يفعله النظام المصري، وهو المخول قانونا لرد هذه الإهانات،
بالطريقة التي تبتغيها هذه المؤسسات.

من
جانبه، أدرج الحقوقي ميلود الإبراهيمي، العدوان الإعلامي المصري في خانة
الحرب السياسية الموجهة، مستغربا كيف لمباراة في كرة القدم أن تؤجج مشاعر
الكراهية المصرية، باتجاه الشعب الجزائري إلى هذا الحد، معتبرا أن المعركة
اليوم أصبحت سياسية، ومن المستحيل بمكان أن تكون قانونية، خاصة وأن الدولة
الجزائرية الى حد اليوم إعلاما ومؤسسات رسمية لم تسجل أي خطأ، أو تطاول،
في وقت مصر الرسمية والشعبية والإعلامية، تمادت وتجاوزت كل الحدود
المعقولة، وأسست هذه التجاوزات لحقد وشرخ لن يداوى بين الشعبين المصري
والجزائري مهما كان الأمر.

وشدد
الإبراهيمي على أن ما تقوم به الفضائيات من شحن والتصريحات التي تنقلها هي
جنون بأتم معنى الجنون، وما تقوم به مصر على المستوى الإعلامي والرسمي
سيكون الرأي العام العالمي شاهدا عليه، ويبين أن الجزائر عقدت مصر، التي
أصبحت تهاجم رموز الدولة ومؤسساتها وشعبها، وتوصفها بشتى الأوصاف، فيما
أشار الى أن الجزائر لديها قنواتها التي تستطيع أن تتصدى من خلالها لهذا
العدوان، خاصا بالذكر الجامعة العربية.

أما
فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان، فاعتبر أن
التمادي الإعلامي المصري، صعد من الأمور وأخرجها عن إطارها المعقول وأدخل
القضية الى الساحة السياسية، والأمر أصبح بأيدي مؤسساتنا الرسمية، وهي
الوحيدة المخولة قانونا بالرد على هاته المهاترات والتجاوزات والإهانات
التي تخطت حدود المعقول، وكذا الأعراف والتقاليد التي تحكم العلاقات بين
الدول، مشيرا الى أن التجاوزات الحاصلة تنبئ بقطع العلاقات الجزائرية
المصرية.

وقال
قسنطيني متأسفا للتصرفات التي خرجت عن أطر التحضر "سيشهد الرأي العام
العالمي الذي يعرف تاريخنا المشرف جيدا على همجية التصرفات المصرية"،
متوقعا ردا جزائريا قريبا.