قمر ناهض وغياب
سماء سديميّة تصطفي القلب،
وهذا الصّراخ دم راقص
قمر ناهض وغياب
أول الأمس/ لمّا عبرت
ارتضى مطر أن يحوّم
فينا نوارس ليل،
وفيروز مطفأة في الشّوارع،
لم نقل كل شيء/
حفيف وأوراق همّ
يطاردنا بالأسى
والنّدى والسفر
قمر راقص..ناهض
من أقاصي الخراب
أقول غدا كلمات
كتلك التي أفلتت من يدي
سأذكر أنيّ ر سمت الحنين
على روحك العذب،
سأذكر أنيّ أطلقت أسرابك
الغجريّة من قفص القلب
وأمشي وحيدا بلا كلمات
وأسرابي الغجريّة
هذي الفجائع/
..
.. قمر ناهض أنت
دمي آخر الرقص،
أوّل صمت الغياب
وكنت سألت:
أينبع نبع
ونبعك نبع السّجايا ؟
بهاء الصّباح الفتيّ
يجيء بياضا،
ينوء بما سفحته
على ضفّتيه المرايا
سماء سديميّة ، وانسكاب النهار
على رئة توّجتها شجيرات صمت
مدى للضّحى
خطوات
زوايا !
تباهيت لما انتظرت البنفسج ،
هذا الوجوم المشرّد قرب يديك؛
انتهيت قطافا خريفية ،
واصطفاقا غريبا
حضنت بقايا البقايا
سماء سديميّة،
قمر أدركته اللّيالي وحيدا
وكنا نعدّ لرقص توهّجك المرّ
راياتنا ، وجنون الحنايا
أقول غدا للوداع
الذي سيطول وداعا
وأرضى مجيئا على قرع
وقت جحيم ،
وأنسى مجيئي شراعا !
* *
مخلص ونوس