* كيفَ تُقَيِّمُ حركةَ النّقدِ الأدبيِّ في فلسطين؟ وأيُّ النّقّادِ تتوسّمُ فيهم خيرًا؟
- ما مِن حركةٍ نقديّةٍ أدبيّةٍ هنا يمكنُ الإشارةَ إليها حتّى بنِصفِ إصبعٍ، أو نظرةِ عينٍ عابرةٍ. ثمّةَ إبداعاتٌ تمُرُّ دونَ أن يَلتفتَ إليها حتّى المبدعينَ أنفسِهم والمتخصّصينَ في قراءتِها ودراستِها، وكلُّ ما نراهُ ونقرؤُهُ مجرّدَ دراساتٍ أكاديميّةٍ جامعيّةٍ لنيْلِ درجاتٍ عليا، وبالتّالي تكونُ ضمْنَ إطارٍ محدودٍ، ومنهجٍ لا يُطلقُ النّقدَ الإبداعيَّ، أو أنّ الّذينَ يشتغلونَ على هذا ليسوا مبدعينَ أصلاً، كما أنّها غالبًا ما تكونُ دراساتٍ أو أشباهَ دراساتٍ، غيرَ متعلِّقةٍ بإبداعِنا الفلسطينيِّ، أو يتمُّ التّركيزُ على بضعةِ مبدعينَ، دونَ متابعةٍ لِما يُنتَجُ كلَّ وقتٍ مِن إبداعاتٍ تستحقُّ الاهتمامَ النقديَّ. هذا ما لاحظتُهُ منذُ متابعاتي للنّقدِ الأدبيِّ لسنواتٍ طويلةٍ، معَ التّأكيدِ بأنّ النقدَ عمومًا لا يصنعُ مبدِعًا، حتّى ولو كانَ نقدًا إبداعيًّا. الفكرةُ الأفضلُ برأيي هي، أن لا حاجةَ لنقدِ الشّعرِ الإبداعيِّ، لأنّهُ لا يستطيعُ أن يتحسّسَ غِلافَهِ، وإن حاولَ أن يَسبُرَ أغوارَهُ، فإنّهُ لا يستطيع سوى خدْشِ الجمالِ فيهِ.
* هناكَ الكثيرُ مِن المجلاّتِ الأدبيّةِ في فلسطين الّتي احتجبتْ عنِ الصّدورِ.. ما الّذي يَعنيهِ أن لا يكونَ هناكَ ولا مجلّةٌ أدبيّةٌ واحدةٌ في فلسطين؟
- ثمّة مسألةُ القراءةِ عمومًا، فالقرّاءُ يتناقصونَ بشكلٍ مستمرٍّ أمامَ اجتياحِ المرئيِّ المُدمّرِ، وكذلكَ المثقَّفونَ وهُم الشّريحةُ الأهمُّ، إذ ما عادتْ أهمّيّةُ القراءةِ تَعنيهِم، وحتّى الأدباءِ وهنا الأسفُ الأكبرُ، فلا أحدَ يقرأُ لأحدٍ، ولا أحدَ ينادي على أحدٍ! ثمّةَ مسائلُ خارجَ نطاقِ الإبداعِ تعنيهم شخصيًّا، وتَحْكُمُ العلاقاتِ بينهم، لهذا فالكثيرونَ منهم لا يقرؤونَ بعضَهم بعضًا، وإنْ فعلوا فلا يتعدّى اسمَ الكتابِ على الأغلبِ. هذهِ هي حالةُ معظمِ الكتّابِ، وهذا انعكسَ على المجلاّتِ الأدبيّةِ أيضًا، فلا قرّاءَ لها، وهذا مُحبِطٌ جدًّا، كذلكَ فإنّ التّمويلَ توقّفَ عن بعضِها، مثلَ مجلّةِ "الشّعراء" الّتي يُصدرُها "بيتُ الشِّعرِ الفلسطينيِّ"، وكانَ محمود درويش قد أوقفَ مجلّةَ "الكرمل" قبلَ رحيلِهِ بسنتَيْنِ، رغمَ توفُّرِ التّمويلِ لكنّها كانتْ بلا قرّاء. هاتانِ المجلّتانِ كانتا الأبرزَ، وإنّني أعتبُ على الأدباءِ قبلَ جهاتِ التّمويلِ الرّسميّةِ، الّذينَ لم يُحافظوا بإمكاناتٍ بسيطةٍ منهم على مثلِ تلكَ المجلاّتِ المُهمّةِ، وبِتْنا هنا بلا أيّةِ مجلّةٍ أدبيّةٍ لغايةِ الآن.
* اتّحادُ الكتّابِ الفلسطينيّينَ دخلَ في مرحلةِ المجهولِ.. إلى أينَ تتّجهُ الأمورُ بهذا الخصوص؟ وما هي الأسبابُ الّتي تَحُولُ دونَ ترتيبِ الأدباءِ والكُتّابِ لأوضاعِهم؟
- لستُ مِنَ الّذينَ يَعتقدونَ بأهمّيّةِ أيّةِ أُطُرٍ ثقافيّةٍ مهما كانتْ، لأنّها لم تُثبِتْ حتّى الآنَ فاعليّةً حقيقيّةً للكُتّابِ. لقد جرّبَ الكُتّابُ الاتّحادَ أكثرَ مِن مرّةٍ، وكانَ كلَّ مرّةٍ يتميّزُ بالتّسييسِ والفرديّةِ، معَ العِلمِ أنّهُ يجبُ أن يتميّزَ بدوْرِهِ في الإبداعِ، دونَ حساباتٍ فصائليّةٍ أو حزبيّةٍ أو تنظيميّةٍ، حيثُ كانتْ تصيبُهُ كلَّ مرّةٍ في مَقتلٍ، لكنَّ الحالَ هو هكذا دائمًا، لهذا كانَ بفشلٍ كلَّ مرّةٍ، حتّى بوجودِ المُوازناتِ مِنَ الجهةِ الرّسميّةِ.
* أنتَ تتمتّعُ بعلاقاتٍ جيّدةٍ مع الكُتّابِ الفلسطينيّينَ داخلَ الخطِّ الأخضرِ.. كيفَ تُقيِّمُ العلاقةَ بينَ الأدباءِ على طرفََي الخطِّ الأخضرِ؟
- ليسَ ثمّةَ تواصلٌ وتفاعلٌ بينَهم! لقد سعيْتُ بشكلٍ شخصيٍّ منذُ مدّةٍ طويلةٍ، كي يبقى الجسرُ الثّقافيُّ ممتدًّا بينَنا بشكلٍ دائريٍّ، بينَ الجزءِ الفلسطينيِّ المحتلِّ سنة 1948، والجزءِ الفلسطينيِّ المحتلِّ سنة 1967 وكذلكَ الشّتاتِ، على اعتبار أنّ الثّقافةَ الفلسطينيّةَ هي ثقافةُ شعبٍ واحدٍ، لا يُمكنُ القبولَ بتجزئتِها استنادًا إلى مقياسٍ جغرافيٍّ. لقد أصدرْنا السّنةَ الماضيةَ كتابًا بعنوان: "نوارسُ مِن البحرِ البعيدِ القريبِ - المشهدُ الشِّعريُّ الجديدُ في فلسطين المحتلّةِ 1948"، كي نُبرزَ هذا المشهدَ ونُخرجَهُ مِن عزلتِهِ الّتي تُضعفُ هويّتَهُ، ونَسحبَهُ باتّجاهِ فلسطين كلِّها، وذلكَ بتركيزِ الضّوءِ عليهِ، وليسَ لتخصيصِهِ جغرافيًّا. لقد قلنا في تقديمِ الكتابِ ما يوضحُ وجهةَ نظرِنا واعتقادِنا الدّائمِ: "لم نشعرْ أو نؤمنْ نحنُ الكثيرونَ مِنَ الشّعراءِ، وغيرُنا مِنَ المبدعينَ على اختلافِ نتاجاتِهم، وغيرُنا الكثيرون أيضًا، أنّ فلسطينَ التّاريخيّةَ باتتْ أكثرَ مِن كيانٍ جغرافيٍّ، بأفعالِ السّياسيِّ المزمنةِ مِن أيِّ طرفٍ، إذ إنّها لا تحتملُ بل ولا تُطيقُ غيرَ أهلِها الأصلِ في حضنِها، وإنَّ ما حدثَ ويحدثُ، أو سوفَ يحدثُ لجسدِها المشروخِ مِن أكثرِ مِن جهةٍ فيهِ وعليهِ، لن يمحوَ أنّها واحدةٌ بأرضِها وبحرِها ونهرِها وسمائِها.. هي فلسطينُ كانتْ مذْ يومَ وُجدتْ، وستبقى بهذا ابتداءً مِنَ اسمِها، وليسَ انتهاءً بأيِّ شيءٍ ينتمي لها، إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ وما عليها"، وكذلكَ أشَرْنا بوضوحٍ إلى أنّ: "ثمّةَ تقصيرٌ واضحٌ فاضحٌ بخصوصِ تبنّي المشهدِ الثّقافيِّ في الجزءِ الفلسطينيِّ المحتلِّ سنة 1948، مِن قِبَلِ المؤسّسةِ الثّقافيّةِ الرّسميّةِ وغيرِها، في اجتذابِ الطّاقاتِ الإبداعيّةِ، وترْكِها عُرضةً للتّهميشِ والإهمالِ، وإذا كانتِ الحواجزُ المصطنعَةُ تَحولُ دونَ التّواصلِ الجغرافيِّ، فإنّنا بهذا العملِ نُضيءُ ونجمعُ ونُعيدُ المشهدَ الجزئيَّ إلى كلّيّتِهِ، ونُعيدُ حتّى الولدَ الضّالّ والمُضلَّلَ بالقذى، إلى حاضنِتِهِ الأمّ".
* في مقالةٍ لكَ في ذكرى استشهادِ غسّان كنفاني تقولُ: "في ذكرى الموتِ يَذكرُ الفلسطينيُّ الولادةَ، لهذا لا أخشى الموتَ حتّى وإن لوّح لي بعذاباتِهِ مرارًا.. لا أخفي أنّني لستُ شجاعًا إلى درجةِ الانتحارِ، لكنّي أحاولُ البطولةَ بتفاؤلٍ لأنتصرَ في يومٍ ما، فهُم لا يستطيعونَ أن يقتلوا النّصَّ الفلسطينيَّ". أما زلتَ تعتقدُ أنَّ الفلسطينيَّ لم ينْحَنِ أمامَ كلِّ العواصفِ العاتيةِ الّتي تهُبُّ عليهِ. وهل ما زالَ يتذكّرُ الولادةَ ويؤمنُ بحتميّةِ الانتصارِ؟
- لا شكَّ أنّ الإنسانَ الفلسطينيَّ أشبهَ بالعنقاءِ أو الفينيقِ، لهذا سرعانَ ما تراهُ ينهضُ بعدَ كلِّ مأساةٍ/مجزرةٍ/محرقةٍ مِن رمادٍ كماردٍ معجَزٍ، يُثيرُ دهشةَ وحيرةَ العدوِّ قبلَ الأخِ الصّديقِ، لهذا فإنَّ موتَهُ المتكرِّرَ هو ولادةٌ متجدّدةٌ دائمًا، لأنّهُ مؤمنٌ بوجودِهِ الإنسانيِّ، وبحقِّهِ في الأرضِ والماءِ والهواءِ والحياةِ، لهذا عجزَ الآخرُ النّقيضُ عن محوِهِ وإفنائِهِ، أو تذويبِ هويّتِهِ، أو حتّى سلْبِهِ إيمانَهُ بها.
* هل تعتقدُ أنّ أبناءَ جيلِكَ مِنَ الشّعراءِ والأدباءِ الفلسطينيّينَ قد تعرّضوا لظُلمِ ذوي القربى؟ كيف؟
- رغمَ عدمِ قبولي لفكرةِ "المُجايلةِ" في الإبداعِ، وكذلكَ إيماني بأنَّ الإبداعَ عملٌ فرديٌّ، فإنّني أعتقدُ أنّ ثمّةَ ظلمًا بيِّنًا وإنكارًا دائمًا، مع سبْقِ الإصرارِ لغرضٍ مريضٍ في النّفوسِ، حاولتْ وما زالتْ تحاولُ أن تمحُوَ المبدعينَ في فلسطين التّاريخيّةَ، ليسَ مِن جيلِنا فقط، بل مِن كلِّ الأجيالِ الّتي غرستْ أصابعَ يدِها في التّرابِ الممزوجِ بدمِها، وغرستْ أصابعَ يدِها الأخرى في رقاعِ جِلْدِها المُعذَّبِ، كي تكتبَ ديمومةَ هويّتِها ووجودِها على أرضِ وطنِها. لقد صدرتْ عدّةُ أنطولوجيّاتٍ ومختاراتٍ شِعريّةٍ، عملَ واضعوها بكلِّ سوءِ نوايا ولاعتباراتٍ شخصيّةٍ مريضةٍ، على التّعتيمِ على معظمِ الأسماءِ وإن ذُكِرَ بعضُها، فهي إمّا لرفعِ العتبِ المشبوهِ، أو لها مصالحُ شخصيّةٌ، مع أنّنا أنجزنا في "بيتِ الشِّعرِ الفلسطينيِّ" عدّةَ أنطولوجيّاتٍ ومختاراتٍ شِعريّةٍ، مثل: "شعراء فلسطين في نصف قرن 1950-2000"، و"إيقاعاتٌ برّيّةٌ- شعريّاتٌ فلسطينيّةٌ مختارة"، و"نوارسُ مِنَ البحرِ البعيدِ القريبِ- المشهدُ الشِّعريُّ الجديدُ في فلسطينَ المحتلّة 1948"، وكانَ شعارُنا الأساسُ أن نُزيلَ العتمةَ أو الظِّلَّ الثّقيلَ، عن كثيرٍ مِنَ الأسماءِ الشِّعريّةِ الّتي تستحقُّ الوجودَ والحضورَ في المشهدِ الشِّعريِّ الفلسطينيِّ، ولم يكنْ في نوايانا أيَّ غرضٍ شخصيٍّ تجاهَ شاعرٍ دونَ آخر، سوى الفنّيّةِ الشّعريّةِ وإن تعدّدتْ مستوياتُها. لا بأس، لأنّ ما مِن أحدٍ يستطيعُ أن يمحُوَ أحدًا مبدعًا، مهما كَبُرَ حجمُ غربالِهِ تحتَ الشّمسِ.
* هناكَ مَن يتحفّظُ أو حتّى يرفضُ أن يكونَ المثقّفُ قريبًا مِنَ السُّلطةِ.. هل تعتقدُ أنّ قربَ المثقّفِ مِنَ السُّلطةِ يَدفعُهُ إلى التّنازلِ عن كثيرٍ مِن مبادئِهِ؟
- لا بدَّ أن يكونَ المثقّفُ خارجَ نطاقِ السُّلطةِ، كي يتمتّعَ بمساحةِ حرّيّةٍ لرأيِهِ الآخر، والّذي هو بالضّرورةِ رأيٌ مغايرٌ، لأنّ السّياسيَّ محكومٌ بالواقعِ ولهُ اعتباراتُهُ الدّنيا، بينما المثقّفُ الوطنيُّ الحقيقيُّ يُؤمنُ بالأفكارِ الكلّيّةِ الّتي يلتزمُ بها، حارسًا لها، قارعًا أجراسَ الإنذارِ حينَ يستشعرُ أمرًا يخرجُ عن إطارِ الأهدافِ الوطنيّةِ، مهما كانتْ مِن سياسيّةِ ،اجتماعيّةٍ، اقتصاديّةٍ،...، لهذا لا يمكنُ أن يكونَ المثقّفُ في السُّلطةِ أو قريبًا منها، لأنّهُ سيقعُ في إحدى حالتين: إمّا أن يقعَ في التّناقضِ في مواقفِهِ بينَ الفِعلِ والقوْلِ، وإمّا أن يقعَ في النِّفاقِ، وكلتا الحالتانِ أكذوبةٌ مهما كانَ لونُها وشكلُها وحجمُها، لأنّهُ غيرُ مقنعٍ مهما قدّمَ مِن دفاعاتٍ أو ادّعى مِن ثقافةٍ، وللأسفِ ما يزالُ مثلُ هذا "المثقّفِ" موجودًا، بل ويتكاثرُ لاعتباراتٍ أنانيّةٍ وفرديّةٍ وتمركزيّةٍ، لهذا هو خارجُ نطاقِ الحقيقةِ مهما حاولَ إثباتَها.
* هل هناكّ ثمّةَ شيءٌ تندمُ عليهِ في مسيرتِكَ الأدبيّةِ؟
- ليس بمعنى النّدمِ، إنّما بمعنى العبثِ! ثمّةَ شعورٌ تكرّرَ لديَّ، أنّ الكتابةَ عبثٌ. لقد كتبتُ عن هذا أكثرَ مِن مرّةٍ خلالَ مسيرتي الشِّعريّةِ، وأكثرَ مِن مرّةٍ هربتُ مِنَ الشِّعرِ وبي رغبةٌ أن لا أعودَ إليهِ، لكنّهُ ظَلَّ يأتيني، وهذا أكّدَ لي أنّ الشّاعرَ لا يذهبُ إلى القصيدةِ، بل هي الّتي تأتيهِ بإشراقتِها، لهذا عليه أن يكونَ منتبهًا وحاضرًا لها، وإلاّ خسرَ تلكَ اللّحظةِ الّتي قد تكونُ قصيدةً.
* ما الّذي يحلمُ به الشّاعرُ محمّد حلمي الرّيشة؟
- أحلمُ بأشياءَ كثيرةٍ؛ أحلمُ بقرّاءَ شِعرٍ يعشقونَ لغتَهم العربيّةَ، كي يرتقوا بها إلى لغةِ الشِّعرِ، وأحلمُ بجريدةٍ أدبيّةٍ يوميّةٍ، وأحلمُ بمجلّةٍ أسبوعيّةٍ، وأحلمُ بدارِ طباعةٍ ونشرٍ وتوزيعٍ، وأحلمُ بإلغاءِ وزارةِ الثّقافةِ أسوةً بالدّولِ الّتي فعلتْها، لأنَّ الثّقافةَ يجبُ أن تكونَ خارجَ المؤسّسةِ الرّسميّةِ، حيثُ الثّقافةُ عملٌ فرديٍّ يؤدّي إلى عملٍ جماعيٍّ حرٍّ ومسؤولٍ في آن، وأحلمُ أن أرى فلسطينَ دولةً حرّةً، وذاتَ أنموذجٍ ثقافيٍّ يسطعُ على الأخرياتِ عربيًّا وعالميًّا، و.... لم أزلْ أحلمُ أن أكونَ شاعرًا.