لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
موضوع: مفدي زكريا شاعرالثورة الجزائرية الإثنين يناير 05, 2009 5:46 pm
شاعر النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا يعود متمرداً بوجهين
بعد 30 سنة على رحيله
الجزائر: الخير شوار
مفدي زكريا المعروف بلقب «شاعر الثورة الجزائرية»، عاد ليثير الجدل من جديد بعد ثلاثين سنة على وفاته، في منفاه الاضطراري بتونس. فقد عاد اسمه إلى الواجهة بسبب بتر مقطع من النشيد الوطني الرسمي من كتاب مدرسي، وهو الذي ألفه حين كان في غياهب السجون سنة 1956. ذلك المقطع الخاص بفرنسا اسال حبراً كثيراً وأثار غضباً شديداً منذ اعتماد النشيد قبل الاستقلال، حتى اليوم. وعاد مفدي زكريا إلى الواجهة أيضاً، لأن جائزته الشعرية وهي الأهم في الجزائر اليوم، ستوسع جغرافيتها لتصبح عربية بعد أن كانت مغاربية منذ تأسيسها 1990. فكيف بمقدور شاعر ان يبقى تحريضياً ومؤججاً للغضب بعد ثلاثة عقود على موته؟
أقدم الجوائز الأدبية في الجزائر وأهمها في الشعر على الإطلاق، هي جائزة مفدي زكريا للإبداع الشعري. كانت قد انطلقت مغاربية سنة 1990، واستمرت كذلك لغاية السنة الحالية، عندما نظمت الجهة الوصية عليها، أي جمعية الجاحظية، مهرجانا شعريا كبيرا استمر ثلاثة أيام بين الحادي عشر والثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، دُعي إليه كل الشعراء الفائزين على مدار سبع عشرة دورة كاملة، وعددهم يقارب الستين شاعرا من الجزائر وتونس والمغرب. وقد لبى تلك الدعوة معظم الشعراء، ليلتقوا في قاعة «الموقار» بقلب الجزائر العاصمة في الموعد المذكور. وعلى هامش ذلك الاحتفال، تم طبع وتوزيع ما سُمي «ديوان الجاحظية»، على شكل موسوعة كبيرة تضم القصائد الفائزة في تاريخ المسابقة مع سير الشعراء الفائزين. ومع تسلم الفائزين بالدورة الحالية جوائزهم وهم: التونسي سفيان رجب والمغربي طه عدنان والجزائري الميداني بن عمر، أعلن رسميا أن الدورة المقبلة للجائزة ستكون عربية وستنظم كل سنتين.ولئن كان لجائزة مفدي زكريا موعد سنوي معلوم، فإن دورتها هذه المرة زيادة على ما سلف ذكره، جاءت في ظرف خاص جدا، تمثل في الجدل الإعلامي والسياسي الذي استمر أياما طويلة، حول النشيد الوطني الجزائري المعروف بـ «قسما» الذي كتبه الشاعر مفدي زكريا نفسه بأعرق سجن يعود إلى الزمن العثماني التركي في الجزائر، الذي عرف بسجن «برباروس» بالجزائر العاصمة بعد مدة قصيرة من اندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر تشرين الأول 1954. ذلك النشيد تعرض للبتر في مقرر مدرسي للصف الخامس الابتدائي هذه السنة. البتر الذي لم يعلن عنه في حينه، سرعان ما كشفت عنه الصحافة المحلية وأصبح الخبر الافتتاحي للصحف اليومية لأيام متتالية. وفور انفجار تلك الأزمة سارعت وزارة التربية والتعليم في الجزائر إلى سحب كل الكتب الموزعة على التلاميذ واستبدالها بكتب أخرى، تتضمن المقطع المحذوف، مع فصل مؤلف الكتاب المفتش أحمد فريطس ورئيس مشروع الكتاب المدرسي المذكور محمد الشريف عميروش. والمقطع المثير للجدل الذي تم حذفه هو الثالث من أصل خمسة مقاطع تمثل النشيد الوطني الجزائري وهو:
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب إن في ثورتنا فصل الخطاب وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا وبينما أزمة النشيد الوطني الجزائري تسير نحو الانفراج بعد طرد المؤلف والمشرف على المشروع وسحب الكتب التي بتر منها المقطع الثالث من النشيد الوطني واستبدالها بأخرى مصححة، أخذت الأزمة منعرجا آخر بنشر صحيفة «الجزائر نيوز»، وجهة نظر المتهمين في القضية، أحمد فريطس ومحمد الشريف عميروش، اللذين أكدا بالوثائق بأنهما لا يتحملان مسؤولية البتر وأن القضية تتجاوزهما. وقد دافعا عن نفسيهما بالوثائق المتمثلة في شريط مسجل صادر عن الوزارة الوصية نفسها خال من المقطع المذكور يضاف إليه وثيقة موقعة من طرف رئيس اللجنة الوطنية للمناهج بالوزارة، يؤكد مسؤوليته في اعتماد ذلك الكتاب بالنشيد المبتور، وما تزال القضية مفتوحة على أي جديد في الأيام المقبلة.أزمة بتر النشيد الوطني هذه أعادت الحديث عن النشيد وصاحبه بعد ثلاثين سنة من رحيله في منفاه الاضطراري بتونس. وقد اختلف يومها مع الرئيس الراحل هواري بومدين وخياره الاشتراكي، الذي اعتمده وعارضه مفدي زكريا بقوة، بل وهاجمه في بعض قصائده ومواقفه. وبعد الانسداد الذي عرفته العلاقة بين شاعر الثورة الجزائرية والقيادة السياسية آنذاك، اضطر الشاعر لمغادرة البلاد مكرها وظل متنقلا بين تونس والمغرب إلى أن توفي في أول أيام رمضان في السنة الهجرية الموافقة لسنة 1977م، ونقل جثمانه ودفن في صمت ولم تتناوله وسائل الإعلام حينها إلا بخبر صغير جدا لا يتعدى الأسطر المعدودة. ومما يروى أن الرئيس الراحل هواري بومدين أثناء الأزمة بينه وبين مفدي زكريا فكر في استبدال النشيد الوطني الذي كتبه مفدي بنشيد آخر، وأعلن عن مسابقة، تقدم فيها الأناشيد المتسابقة إلى لجنة سرية من دون أسماء المرشحين. وقيل إن مفدي زكريا نفسه تقدم للمسابقة بنشيد آخر وفاز بالجائزة. وعندما علم بومدين بالأمر قرر، في الأخير، الإبقاء على نشيد «قسم» المعتمد قبل الاستقلال. ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثار فيها نقاش حول ذلك المقطع بالذات من النشيد الوطني، الذي كثيرا ما تسبب في أزمات داخلية وحتى خارجية مع المستعمر السابق للجزائر، التي عمل مسؤولوها على طلب إلغاء ذلك المقطع. فبعض الكتب المدرسية في ثمانينات القرن الماضي كانت قد حذفت ذلك المقطع الذي عاد بقوة بعد ذلك. ويذكر البعض أنها كان محاولة من أعلى مستوى في السلطة لإلغاء مقطع «يا فرنسا قد مضى وقت العتاب» سنة 1982 بتمرير مشروع القانون على البرلمان زمن الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد. لكن القانون لم يمر في النهاية بالتصويت في البرلمان وقيل إن مشروع ذلك القانون جاء بعد نقاش بين الشاذلي بن جديد وفرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي حينها. ولئن كان المقطع المذكور لم يحذف قانونيا إلا أنه من الناحية العملية، ظل مغيبا لمدة طويلة قبل أن يعود بعد ذلك. ما زال مقطع «يا فرنسا قد مضى وقت العتاب» الذي كتبه الشاعر الجزائري الراحل مفدي زكريا من قلب السجن سنة 1955 يثير الجدل ويتسبب في خلافات سياسية تبلغ أحيانا درجة التأزم، وقد عاد كاتبه يصنع الجدل من جديد في الذكرى الثلاثين لرحيله في المنفى وبلاده مستقلة. عاد الشاعر بوجه ثقافي وآخر سياسي، وهو الذي قضى حياته مناضلا سياسيا وأنهاها معارضا ونال لقب «شاعر الثورة الجزائرية» بامتياز
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، وقد ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326هـ، الموافق لـ: 12 يونيو 1908م، ببني يزقن ،أحد القصور السبع لوادي مزاب، بغرداية ،في جنوب الجزائر من عائلة تعود أصولها إلى بني رستم مؤسسوا الدولة الرستمية في القرن الثاني للهجرة
لقّبه زميل البعثة الميزابيّة والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبيّ الذي اشتهر به.كماكان يوَقَّع أشعاره "ابن تومرت"، وكان ابن تومرت واحداً من المجاهدين المسلمين ومؤسس دولة الموحدين.
وفي بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة .
بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة أين كان والده يمارس التجارة بالمدينة.
صورة للبعثة الميزابية و مفدي زكريا يحمل جريدة الوفاق
حياة الشاعر ولد مفدي زكرياء سنة 1908 ب بني يزقن غرداية حيث بداء حياته التعلمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين و اللغة ثم رحل إلى تونس و أكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية و عاد بعد ذالك إلى الوطن و كانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية و السياسية و لما قامت الثورة إنضم إليها بفكره و قلمه فكان شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها و عضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السحن مرات متوالية ثم فر منه سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي و عرف بالثورة وافته المنية بتونس سنة 1977 و نقل جثمانه إلى مسقط رأسه من آثاره الأدبية اللهب المقدس و ديون شعر جمع فيه ما أنتجه خلال الحرب فكان شاعر الثورة .
حياته العملية
انضم إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينات.
أثناء تواجده بتونس و اختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان و بالشاعر رمضان حمود ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج ، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري و كتب نشيد الحزب الرسمي " فداء الجزائر " اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج و أطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب ، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 08 ماي 1945 (3سنوات ) و بعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، انضم إلى الثورة التحريرية في 1955 و عرف الاعتقال مجدّدا في أفريل 1956. سجن بسجن بربروس " سركاجي حاليا " مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني" قسما "، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، و إلياذة الجزائر . وفاته : توفي مفدي زكريا في 17 أوت 1977 بتونس
أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 06 مايو 1925م، وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"، و"الأخبار". واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939. وغداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 01 فبراير 1959م. بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائريّة بشعره في الصحافة التونسية والمغربيّة، كما كان سفيرها أيضا في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربيّ بدمشق سنة 1961م. بعد الاستقلال أمضى حياته في التنقّل بين أقطار المغرب العربيّ، وكان مستقرّه المغرب، وبخاصّة في سنوات حياته الأخيرة. وشارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات التعرّف على الفكر الإسلاميّ.
وفاته
توفي يوم الأربعاء02 رمضان 1397هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن.
أوسمة
طابع بريدي يحيي الذكرى العشرين لوفاة الشاعر
- حامل لوسام الكفاءة الفكريّة من الدرجة الأولى من عاهل المملكة المغربيّة محمد الخامس ، بتاريخ 21 أبريل 1961
- ووسام الاستقلال، ووسام الاستحقاق الثقافيّ، من رئيس الجمهوريّة التونسيّة الحبيب بورقيبة.
- ووسام المقاوم من الرئيس الجزائريّ الشاذلي بن جديد بتاريخ 25 أكتوبر 1984م
- وشهادة تقدير على أعماله ومؤلفاته، وتقديرا لجهوده ونضاله في خدمة الثقافة الجزائرية من الرئيس الجزائريّ الشاذلي بن جديد في 08 يوليو 1987م
- ووسام الأثير من مصفّ الاستحقاق الوطنيّ من الرئيس الجزائريّ عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ 04 يوليو 1999م.
إنتاجه الأدبي
1- تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م.
2- اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م.
3- من وحي الأطلس (ديوان شعر).
4- إلياذة الجزائر (ديوان شعر).
5- له عدد من دواوين الشعر لازالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.
نشيد العلم كتبه بدمه و أهداه للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
نشبد الشهيد نظم بسجن بربروس في الزنزانة رقم 65 يوم 29 نوفمبر 1937 وفي 1956 أمرت جبهة التحرير الوطني الجزائرية إلى المحكوم عليهم بالإعدام أن يرددوه قبل الصعود للمقصلة.
مطلع من الياذة الجزائر
جزائر،يا مطلع المعجزات ------ و يا حجة الله في الكائنات
و يا بسمة الرب في أرضه ------ و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا وجهه في سجل الخلو ------ د تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود ------ معاني السمو بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقاء ------ بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا ------ و تلهمها القيم الخالدات
و يا أسطورة رددتها القرون ------ فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال ------ فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى النهاية فيها الجمال ------ فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان ------ فاهوى على قدميها الطغاة
موضوع: رد: مفدي زكريا شاعرالثورة الجزائرية الإثنين يناير 05, 2009 6:24 pm
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
البعد الإصلاحي في الشعر العربي
بعيون مفدي زكريا الشاعر
الدكتورة شفيقة العلوي المدرسة العليا للأساتذة في الآداب والعلوم الإنسانية – بوزريعة - الجزائر
لقد عايش الشاعر مفدي زكريا الثورة الجزائرية بروحه الشاعرة ونفسه الحالمة بشمس الحرية وقلبه الراني لوهج الصبح المشرق وسط حرب ضروس ألهبها المستدمر الفرنسي حتى يجتث جذور الثورة المباركة فتنكسر همم الشباب الجزائري والعربي على حدج سواء وتتقوض أحلامهم ، فتهدأ ثورتهم الداخلية ويستكنون خضوعا لأصحاب النية الخبيثة . لذلك انزوى الشاعر في آواخر حياته في محرابه الشعري يتعبد الوطن/ الأم ويردد بشعره ترانيم الحرية والأنفة والعزة حتى يصحو الشباب العربي والجزائري على وجه الخصوص فلا تنخدع سريرتهم بما يحاول المستدمر غرسه في نفوسهم . لقد آمن مفدي زكريا بأن الإسلام دين الجزائر الصامدة – والأمة العربية ككل – وشعارها الأزلي منه تستمد قوتها ومداد أشعارها المترددة عبر اللازمن ... كيف لا يتأهب مثل هذا الشاعر لنصرة الدين من أجل نصرة غد الجزائر وأبنائها وهو الذي شرب من تعاليم الإسلام ومبادئه منذ نعومة أظافره في كتاتيب مسقط رأسه ببني يزقن بغرداية ثم في جامع الزيتونة بتونس حين احتضنته البعثة الميزابية وأوفدته للدراسة هناك . إذ يقول : ( ( شربت العقيدة حتى الثمالة فأسلمت وجهي لربي الجلالة ولذلك فليس غريبا أن تنجلي ملامح الثقافة الإسلامية في شعر مفدي زكريا حيث تضمنت قصائده عبارات الآي القرآني ومعانيه القدسية ، واستوحت بعض أشعاره أحاديث النبوية الشريفة – على النحو الموضح أدناه –
· مفدي زكريا ملهب الثورة بالإسلام :
لقد آمن الشاعر بأن الجزائر لن تخطو خطوة إلى الأمام ولن ترى نور الأمل إلا إذا تمسكت بتعاليم الدين الإسلامي وأشربت نفوسها من بحاره التي لا تنضب . فالثورة يصنعها الإيمان ، والإيمان يلهبه الدين والإسلام مفجر الحرية . هذه هي المعادلة التي توصل إليها الشاعر فتغنى بها في شعره ، إذ يقول : ( ولولا الوفاء لإسلامنا لما قرر الشعب يوما مآله ولولا تحالف شعب ورب لما حقق الرب يوما سؤاله)
. الإسلام هو الملاذ هو الحل :
إن تآلف الشاعر والدين الإسلامي جعله يعتقد بما لايدع مجالا للريبة بأن النصر لن يتحقق إلا إذا استمسك الشعب وأبناؤه الشباب بدينهم وانساقوا وتعاليمه . فإن زاغت نفوسهم عنه فهو الهلاك ، هلاك الثورة والمجتمع والأرض ككل ... (هو الدين يفهم أرواحنا بنو اليقين ويرسي العدالة إذا الشعب أخلف عهد الإله وخان العقيدة فارقب زواله ) فالإسلام أصل الجزائر متجذر في عمقها ، تشرئب له أعناق أبنائها ، وتهفو إليه نفوس شبابها التي آمنت بحتمية الحل الإسلامي في حياتهم , فهو ثروة الشعب والطاقة التي تفجر لهيب الغد الضاحك .
· لا نهوض لأمة بدون الإسلام
إذا كان الشباب نبض الحاضر وأمل المستقبل والمشعل الذي يقود البشرية للأمام وغلى الحرية الحمراء وينقذ الجزائر – الأرض – من الخنوع لغياهب الاستدمار ، فإنهم لامحالة لن يستطيعوا تحقيق ذلك إلا إذا استمسكوا بقيم الإسلام وقوّموا أخلاقهم وصانوا أصالتهم وما باعوها (وكيف يسوس البلاد غبي بليد أضاع الضمير فضاعا وكيف يصون الأصالة نشئ وقد ساوموه عليها فباعا وكيف يقوم بنـــــيانه وتقويم أخلاقه ما استطاعا وكيف ينير الطريق شباب وقد طمس الرجس فيه الشعاعا هذا هو الخطر الجارف المستطير ... فإن تهملوه الوداع الوداع ...
· مفدي زكريا ورفضه للإحتلال
يقول الشاعر : (طبائعنا صالحات جليلة تعاف انحلال النفوس الذليلة وتأبى رجولتنا الابتذال .... .. . .والشعور الطويلة تخنّث هذا الزمان ودبّت خنافيس هي تشيع الرذيلة ونافس آدم حواء دلالا وغنجا وذبح الفضيــلة وشاع الشذوذ وذاع الحشيش وأصبح للموبقات وسيلة ) تلك هي بعض الانحرافات التي وقع فيها الشباب ، التشبه بالنساء سلوكا ولباس فأضحى من الصعب تمييز آدم من حواء . ممارسة الرذيلة واستلذاذ الحشيش وكأن هذه السلوكات من صميم المجتمع العربي والجزائري على حد سواء . كلا ... فهيهات يقول الشاعر أن تنتصر الحضارة الغربية البليدة وهيهات أن تنجح في هدم أركان هذا المجتمع الأبي الشهم الرجولي والبطل .. ( فأرض الجزائر أرض الفحول . وإن لم تصن ( أي الجزائر )ولم تجنّب أرضها من هذه الأوبئة الدخيلة النشاز ، فإن الثورة وأرضها وأبنائها سيلفهم الزوال ، ويغشاهم النسيان : (ومن لم يصن حرمات البلاد ويذر النفايات فقد خان جيله · مفدي زكريا ومحاربة الرجعيين إن هذا إلإيمان القوي بالعقيدة الدينية دفعه دفعا إلى محارة الرجيين الذين حاولوا مخادعة الشباب وإيهامه بأن في الإنسلاخ من الإسلام والتحرر من مبادئه تقدما وعلوا ..
إن الثورة يقول مفدي تأججت من أجل إثبات الإسلام منهجا وشريعة ونبراسا يهتدى به . فلا تقدم ولا حضارة مع الانحلال والانحراف .. (وقالوا الرجوع إلى الدين رجعي وإن الحياة مع القائم فضلّ الشباب البريئ انخداعا برقطاء قي جلدها الناعم ولجّ مع الأرذلين انحرافا عن المبدأ الخالد الدائم ...
· مفدي زكريا عاضد الأخلاق
إن الأخلاق هي الدليل إلى كسب العلى وتحقيق الانتصارات وقيام الأمة وبناء الحضارات . لذلك ، فهو لا يفوّت أية فرصة إلا ونراه حاضا الشباب نبراس الأمة على التمسك بها حتى لايغدو الغراب والبوم دليله يهديه إلى سوء السبيل . فيتيه الشباب وتخنع الأرض فلا تشرق شمس الوطن .. (هي الأخلاق في الدنيا دليل إلى درب العلى يحدو الشباب هي الأخلاق معجزة البرايا على هاماتها تطأ السحابا وليس بعامر بنيان قــوم إذا أخلاقهم كانت خرابا ) · مفدي زكريا وروح التصوف
إن التصوف ينحو بالنفس نحو الصفاء والجلال ، ويزهد الروح في الدنيا ويجنبها مغرياتها المادية ، فتسمو النفس وتعلو الهمة . وقد جنح الشاعر مفدي زكريا نحو التصوف بقصيدة شهيرة ، بات يتوسل فيها الله بالرسول وآل البيت ويكثر من الذكر والغفران من الذنوب التي ارتكبها في حياته وعنفوان الشباب (بسطت إلى الرحمن كفي توسلا وبالمصطفى المختاروالآل والصحب وأدركت ربيمن جلال دعائكم فكانت تسابيحي دليلي إلى ربي وفي برجكم أشربت برّجماله فأصبحت أدعى بالفتى العاشق الصبّ فإن تكن عذبتنا بذنوبنا كفى ما جرى رحماك رحماك ربي حنانيك فارحم ذلنا وشقائنا أطلعنا و صدقنا بعدلك ربي
إن مفدي زكريا يذكر نفسه بأخطائه ، فيرجو من الله صفحا جليلا ومفغرة من الذنب العظيم ، فهو الذي أحبّ الله حبا صوفيا (وإذا عشقت فشاعر متصوف ما صاغ ربك قلبه جلمودا )
إن هذا العشق الإلهي الصوفي بلاء اختص به الصحابة ، ولكنه بلاء شيّق ممتع يدفعه دفعا إلى معرفة الله والإقرار بكرمه وعلمه وثوابه . : (وحبي فيك صوفي سليم لوجه الله لا أرجو ثوابا وفي الحب موهبة وعلم وتجربة بلوت بها الصحابا ولولا الحب ما أدركت ربي ولا حاولت منه اقترابا
وأخيرا فقد أوضحت لنا هذه السطور البسيطة جوانب من شخصية مفدي زكريا الشاعر الذي عاش ملتزما بقضايا الثورة الجزائرية والوطن العربي المسلم ، ومدافعا عن أرضه ، ملهبا حماس أمته ومذكيا لهيب تعاليم دينه الإسلام حتى لا تنهار شخصيات أبناء أمته و لا ينخدعون بنعيق غراب الحضارة الغربية الغربية عن بيئتهم وثقافتهم الإسلامية . إنه الشاعر الوطني ، الصوفي الذي وجد في العشق الإلهي طريقا إلى السمو والرضى والصفاء
قدمت هذا المقال لفهم اشعار الشاعر ... و الذي قدمت له في هذا المنتدى بعض قصائده .... و كانت بعض الردود تشك ان في شعره كفرا ... و حاشى ان يكون الشاعر الذي تعلم القرآن في صغره ...و أحب الجهاد و أحب وطنه ... ان يتصف بذلك