نمط الحياة النشطة يقلل مخاطر الإصابة بالسرطان

نمط الحياة النشطة يقلل مخاطر الإصابة بالسرطان

مــروة رزق

الاحتفاظ بالرشاقة واللياقة لا يتطلب بالضرورة الانتساب إلى الأندية الرياضية، بل اتباع أسلوب حياة صحى يتميز بكثرة النشاط والحركة، وقد أعلنت مجموعة بحثية بقيادة وزارة الصحة اليابانية أن الأشخاص الذين يبذلون نشاطاً جسدياً يقل احتمال إصابتهم بالسرطان عن الأشخاص الأقل حركة.

ويقل احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 13 بالمئة لدى الرجال فى أكثر مجموعة نشطة بين الأشخاص الذين تمت دراستهم مقارنة بأقل المجموعات نشاطاً، كما يقل احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 16 بالمئة لدى النساء فى أكثر المجموعات نشاطاً مقارنة مع نظيراتهن فى المجموعات الأقل نشاطاً.

وأجرى الباحثون دراسة على حوالى 80 ألف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 و74 عاماً يعيشون فى تسع مقاطعات يابانية، وقسم الباحثون المشاركين فى الدراسة إلى أربع مجموعات وفقاً لنسبة المعدل التمثيلى للعمل الفردى أو المكافئ التمثيلى الذى يتم تحديده بناء على مقدار الزمن الذى أمضاه المشاركون جلوساً أو مشياً أو وقوفاً أو نوماً أو أثناء ممارسة تمارين.

وتعد الدراسة التى أجراها مركز اليابان لرعاية الصحة العامة هي الأولى من نوعها التى تبحث فى أسباب الإصابة بالسرطان بين سكان غير غربيين.

كثرة النشاط تحميك من السكري

وأفادت دراسة حديثة بأن أفضل وسيلة للتخلص من الكآبة تكون فى تغيير أسلوب الحياة والخروج من العزلة وكثرة الحركة والنشاط، والخروج من حالة العزلة خصوصاً بالنسبة للمصابين بداء السكري.

وأشار الباحثون فى كلية تقويم العظام بجامعة أوهايو الأمريكية، إلى أن الدراسات السابقة أظهرت أن عوارض الكآبة عند المصابين بمرض السكرى تزداد سوءاً بسبب تعقيدات ومستويات السكرى فى الدم.

وأوضحت الدراسة أن 31 بالمئة من المصابين بالداء شكوا من عوارض الكآبة التى لها علاقة بمرض السكري.

ومن جانبه، أوضح الدكتور فرانك شوارتز أن متابعة حالات هؤلاء المرضى أظهرت أن 88 بالمئة من الذين شكوا من الاكتئاب عادوا وشكوا مرة أخرى من نفس الشيء بعد مضي 18 شهراً على ذلك، مؤكداً أن أفضل وسيلة لعلاج الكآبة عند مرضى السكرى تكون باتباع النصيحة الطبية والتحدث مع الآخرين وتغيير أسلوب الحياة وممارسة الرياضة.

ونصح باحث أمريكي من تخطي سن الخامسة والستين بكثرة النشاط والحركة والتقيد بنظام غذائي سليم إذا أرادوا الوقاية من الأمراض التي قد تصيبهم مع تقدمهم في العمر.

وأوضح الدكتور ريتشارد ريفلين من مركز كورنيل الطبي في مستشفى بريبستيريان في نيويورك، أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الذين وصلوا إلى هذا العمر ويريدون الاحتفاظ بصحة جيدة والاستمتاع بحياتهم.

وأضاف ريفلين أن الكثير من كبار السن يعتقدون أن الوقت قد فاتهم لتحسين صحتهم لكن ذلك ليس صحيحاً.

وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية "أميركان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" فإن الذين تخطوا هذه السن بإمكانهم تحسين حالتهم الصحية عبر إدخال تعديلات بسيطة على نمط حياتهم حتى لو لم يهتموا بمثل هذه الامور في السابق.

وعدد ريفيلن الفوائد التي يمكن أن يجنيها الاشخاص الذين يتخطون هذا العمر في حال تقيدهم بالنصائح الطبية وبكثرة النشاط والحركة مثل خفض مستوى ضغط الدم، وتقلص معدل الاصابة بأمراض القلب بنسبة الخمس للرجال و 30% للنساء.

كما أفادت دراسة حديثة قامت بها جامعة هافارد الامريكية، بأن تغيير أسلوب الحياة السائد في كثير من المجتمعات يساهم إلى حد كبير في تخفيض عدد المصابين بالسرطان.

وتشير تقديرات إلى أن ثلث حالات الوفاة بسبب السرطان في العالم، والتي تبلغ 7 ملايين حالة وفاة، ترتبط بمجموعة من العوامل، التي يطلق عليها الباحثون "عناصر الخطر"، وأكثرها مرتبط بنمط الحياة المعاصرة.

وقد وضعت الدراسة تسعة من هذه العناصر التي تزيد من إمكانية الإصابة بالسرطان، ومنها السمنة، وقلة ممارسة الرياضة، وتناول الأغذية غير الصحية، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية، وتلوث الهواء.

وتأتى نتائج هذه الدراسة اعتماداً على مراجعات شاملة للدراسات الطبية والتقارير الحكومية في مجال مكافحة السرطان، والتى أكدت أنه يمكن منع نصف حالات الإصابة بالسرطان عن طريق تغيير أنماط الحياة.

وتغيير أنماط الحياة يشمل الإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأطعمة والمشروبات الصحية، وتجنب التعرض بشكل مفرط لأشعة الشمس.

أما قلة النشاط .. فتصيبك بالزهايمر

حذر باحثون من أن قلة الحركة والنشاط يمكن أن تؤدى إلى الكآبة والخرف، وبحسب الدراسة التى أعدتها جامعة بريستول البريطانية فإن كثرة الحركة والنشاط تخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة الثلث.

وأشارت البروفوسورة نانتى موتري وهى خبيرة بعلم النفس الرياضي، إلى أن النشاط الجسدى ضرورى لإبقاء الإنسان على ثقته بنفسه ولمزاجه العام وللسيطرة على الضغط النفسى، مشيرة إلى أن النشاطات البدنية يمكن أن تمنع الشعور بالاحباط.

وحللّ الباحثون فى جامعة بريستول 17 دراسة حول تأثير الخمول على الإنسان واحتمال إصابته بالخرف والزهايمر، حيث تبين أن 35% من الرجال و 24% من النساء لا يمارسون النشاطات البدنية التى يوصى بها الأطباء أسبوعياً.