مذكرات معتمر 10

VIP اسم الدولة : الجزائر

- وضعنا أمتعتنا وأهلنا بالغرف ثم استحممنا وغيرنا ملابسنا وصلينا المغرب والعشاء فردى .. وهرولنا مباشرة نحو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كنا مشتاقين لرؤيته أكثر من أي شيء آخر .

- دخلنا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي إنبهرت به وبجماله .. صلينا ركعتين ثم اتجهنا نحو الروضة بمعية مرشدنا سي الحاج .. ولله الحمد الذي وفقنا لندخلها ونصلي بها ركعتين وندعو الله بما شاء من ادعية .. ثم إصطفينا ضمن طابور لزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- وقفت أمام قبر أعظم الخلق أجمعين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم .. سلمت عليه وبلغته سلام كل من أوصاني بالسلام عليه وقلت : أشهد أنك أديت الأمانة وبلغت الرسالة وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين فجزاك الله عنا خير الجزاء ... ثم تقدمت خطوتين لأقف أمام قبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه سلمت عليه وقلت : أشهد أنك كنت الصديق الصدوق لرسول هاته الأمة ، وصاحبه ، وخليفته من بعده فجزاك الله يا خليفة رسول الله ... ثم خطيت خطويتين لأقف أمام قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسلمت عليه وقلت : أشهد أنك كنت فاروق هاته الأمة ، والخليفة العادل ، والمجاهد الشهيد فجزاك عنا كل خير لما قدمت يا خليفة خليفة رسول الله .

- خرجت من الروضة وكأني في حلم جميل .. وأنا أسأل نفسي : هل حقيقة أني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ .

***

VIP اسم الدولة : الجزائر

- لشدة التعب نمت ولم أصحى إلا على صوت سي الحاج ينهضنا لصلاة الفجر جماعة في المسجد النبوي .. فقد كانت المسافة بين الفندق والمسجد قصيرة بالمقارنة بالمسافة التي كنا نقطعها بين الفندق والمسجد الحرام بمكة المكرمة ، ضف إلى ذلك نقص الزحام وشساعة الطرق والشوارع ونظافتها وهو ما يجعل المعتمرين والحجاج يحبون المكوث بالمدينة على الرغم من الفارق الكبير في الأجر لقوله صلى الله عليه وسلم : صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ .

- صلينا الفجر جماعة وفي طريق العودة شد إنتباهي العدد الهائل من باعة الأرصفة خصوصا أن معظمهن نساء .
- أخذنا قسطا من الراحة وكعادتي خرجت في الصباح لأكتشف المكان من حولنا فإذ بي أجد شيخ يبدو من شكله أنه سوري جالس قرب مكتب الإستقبال والحصرة بادية عليه ، تكلم فأدركت أنه جزائري فهرولت له ما تحتاج يا حاج ؟ قال : زوجتي وعجوز مرافقة لنا مريضتين .. فذهبت لعون الاستقبال فوجدته أعجمي ولا ينطق العربية جيدا ولا يعرف ما يفعل .. فصرخت في وجهه " عندي مريض يسكن عندكم هل أتركه يموت أطلب لي مدير أم صاحب الفندق أم مستشفى حالا ... فإتصل بالمستشفى ومرر الهاتف لي ، فهاتفت أحدهم لأقول له أننا في الفندق الفلاني وعندنا مريضتين بكذا وكذا .. فقال "أبشر" سأبعث لك الاسعاف .. فقلت للشيخ "عمي بن عودة" "أبشر" سيأتون بعد قليل .. فتنفس الصعداء .. حيث عرفني بنفسه وبأنه من مدينة وهران الباهية ...

- رجعت للغرفة لأتناول فطور الصباح مع المجموعة وبعد حوالي نصف ساعة رجعت للإطمئنان على عمي "بن عودة " فوجدت المسعفين قد وصلوا إليه وأحضروا معهم كراسي متحركة ليحملوا عليها المريضتين ، ولله الحمد أنهما قد تحسنت حالتهما فيما بعد حسب عمي "بن عودة" الذي عرفني بزوجته وأخيه الذي يشبهه .

- بعدها خرجنا من الفندق في مجموعات متفرقة ، فإصطحبت معي عمي بشير رفقة أمي وأختي لنأخذ لنا أول جولة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالفعل مدينة ساحرة ، نظيفة ، منظمة ، أهلها يرحبون بالضيوف .. ولأول مرة أصادف ظاهرة غريبة عنا وهي أنك تجد أصحاب سيارات فاخرة يعرضون عليك أخذك لأحد المراكز التجارية وبالمجان ؟؟؟ .. لأكتشف بعدها أنهم ينالون حقهم من إدارة تلك المراكز التجارية .. فاستغلينا الفرصة لنركب أحد السيارات التي أقلتنا إلى أحد المراكز التجارية لكن وما إن دخلت حتى ضاقت نفسي فطلبت من عمي بشير الخروج للجلوس في الخارج وقلت له أننا جئنا للعبادة وليس للتبضع .. أما أختى الأستاذة وأمي فقد إشترتا بعض الحاجيات ليعيدنا أحدهم بسيارته إلى الفندق دون أن يأخذ علينا أجر .

- بعده صرنا نتردد على المسجد النبوي لصلاة الجماعة وكأني بدأت أنعزل عن المجموعة من أجل العبادة والدعاء لشيء في قلبي كان من الأسباب الرئيسية لتـــــأدية هــــــــــاته العمرة .

***

» مذكرات معتمر 02
» مذكرات معتمر 03
» مذكرات معتمر 04
» مذكرات معتمر 05
» مذكرات معتمر 06